مؤامرة الفتيان الصقالبة لإبعاد هشام وترشيح المغيرة بن الناصر. الحاجب جعفر يناهض مشروعهم. محمد بن أبي عامر يتولى قتل المغيرة. معسكر الصقالبة ومعسكر الأحرار. أخذ البيعة لهشام. وصف ابن الخطيب لأحوال الخلافة الأندلسية يومئذ. اجتماع السلطة في يدي الحاجب جعفر وابن أبي عامر. صبح البشكنسية أم المؤيد. ظهورها في بلاط قرطبة وتمكن نفوذها من الحكم. حظوة الحاجب جعفر لديها. محمد بن أبي عامر. أصله ونشأته. خلاله وطموحه. حظوته لدى صبح. طبيعة العلائق بينهما. مصانعته للحاجب جعفر. نفوذه لدى صبح. جعفر المصحفي يتولى الحجابة وابن أبي عامر الوزارة. الصراع الخفي بين الرجلين. الخليفة الصبي هشام. شغفه باللهو واللعب. حجبه والحجر عليه. دور ابن أبي عامر في ذلك. طموحه في الاستئثار بالسلطة. الفتيان الصقالبة. تفاهم الحاجب وابن أبي عامر على سحقهم. ابن أبي عامر يتولى قيادة الجيش ويغزو أرض النصارى. الخلاف بين الحاجب والقائد غالب. مسير ابن أبي عامر وغالب إلى الغزو. ذيوع شهرة ابن أبي عامر. الصراع بينه وبين المصحفي. محاولة المصحفي التفاهم مع غالب. ابن أبي عامر يحبط خطته. مسير ابن أبي عامر وغالب ثانية إلى الغزو. زواج ابن أبي عامر من أسماء ابنة القائد. تولية غالب منصب الحجابة. تضاءل مكانة المصحفي. إقالته والقبض عليه وعلى أهله. اشتداد ابن أبي عامر في مطاردته. وفاة المصحفي أو قتله في سجنه. شعر له في محنته. ابن أبي عامر يسحق خصومه ومنافسيه. اهتمامه بتنظيم الجيش. اصطناعه للبربر واضطهاده للعرب.
لما توفي الحكم المستنصر بالله، في اليوم الثاني من صفر سنة ٣٦٦ هـ، حرص خادماه الخصيان، الفتيان فائق وجؤذر، على كتمان خبر موته، وقاما بضبط القصر، واتخاذ التدابير اللازمة، لتسيير الأمور وفق الخطة التي وضعاها. وكانت هذه الخطة، تنحصر في تنحية ولي العهد الصبي هشام عن العرش، واختيار عمه أخى المستنصر، المغيرة بن عبد الرحمن الناصر، لولاية العرش، وكان الفتيان الصقالبة داخل القصر، زهاء ألف، ولهم نفوذ عظيم، وفي يدهم الحرس الخليفي ومعظمه من الصقالبة والمرتزقة. فكانوا بذلك قوة يخشى بأسها.
استدعى فائق وجؤذر، الحاجب جعفر بن عثمان المُصْحفي، ونبآه بموت الخليفة وعرضا عليه مشروعهما، في تولية المغيرة، فتظاهر الحاجب بالاستحسان والموافقة، ووعدهما بالعمل وفق خطتهما، وتنفيذ ما يشيران به. ثم خرج،