لدعوتهم، واتخاذهم غرناطة قاعدة لجنودهم. وكادت تنشب من جراء ذلك حرب بين المسلمين والنصارى، لولا تدخل فيولا ملكة قشتالة، واسترضائها للخوارج بمختلف المنح. ولابد لنا أن نذكر هنا أن ألفونسو العاشر ملك قشتالة هذا، هو ألفونسو العالم أو الحكيم El Sabio، وكانت له صلات وثيقة بعلماء الأندلس، ومنهم تلقى الكثير وتأثر بمناهجهم فى التفكير والدرس. وقد وضع ألفونسو جداوله الفلكية الشهيرة المسماة بالجداول "الألفونسية"، على يد جماعة من العلماء المسلمين واليهود
[صورة: الملك ألفونسو العالم]
والنصارى، كما وضع تاريخاً عنوانه Cronica General de Espana " تاريخ اسبانيا العام" وقد اعتمد فيه على مصادر عربية كثيرة. ومع أنه لا يخلو من كثير من الأساطير والروايات المغرقة، فإنه يعتبر من أهم مصادر التاريخ الإسبانى فى العصور الوسطى. وكان ألفونسو العاشر يحب جيرانه المسلمين، ويقدر علمهم ورفيع ثقافتهم، وكان هذا من أسباب السخط عليه فى مملكته. وكان من جراء اشتغاله بالعلوم والآداب، فى عصر لا تنهض الممالك فيه إلا بالحرب والسياسة، أن اضطربت شئون المملكة.