ويفضى بهو البركة من ناحيته اليمنى إلى فناء سفلى يعرف بفناء السرو، وقد زرعت فيه بالفعل بعض أشجار السرو. وليس لهذا الفناء أهمية أثرية تذكر، وهو من صنع الإسبان، وإلى جانبه يقع جناح الحمامات السلطانية.
وتقع شرقى فناء البركة، قاعة الأختين Sala de las dos Hermanas، وقد سميت بهذا الاسم لأن أرضها تحتوى على قطعتين متساويتين من الرخام، فريدتين فى ضخامة الحجم.
[٢ - قصر السباع]
وتفضى قاعة الأختين من بابها الجنوبى، إلى أجمل وأشهر أجنحة الحمراء، ونعنى بهو السباع، أو بهو الأسود وما إليه.
ويعتبر فناء السباع أو كورة السباع Patio de los Leones، أجمل وأرشق أبهاء الحمراء. وقد قام بإنشائه السلطان محمد الغنى بالله، الذى حكم من سنة ١٣٥٤ - ١٣٩١ م، وما زال اسمه ماثلا فى مواضع كثيرة من هذا الجناح.
وهو عبارة عن فناء مستطيل مكشوف، طوله خمسة وثلاثون متراً، وعرضه عشرون، تحيط به من الجوانب الأربع مشرفيات أو أروقة ذات عقود، تحملها مائة وأربعة وعشرون عموداً من الرخام الأبيض، صغيرة الحجم، متناهية فى الجمال والرشاقة، وعليها أربع قباب مضلعة، تقع كل واحدة منها وسط ضلع من أضلاع المستطيل.
وفى وسط الفناء نافورة الأسود الشهيرة، وهى عبارة عن نافورة ماء، يحمل حوضها المرمرى المستدير الضخم، اثنا عشر أسداً على شكل دائرة، وقد نقشت فوق دائرة هذا الحوض اثنتى عشر بيتا من قصيدة ابن زمرك الشهيرة فى وصف الحمراء، أمام كل أسد بيت منها، وهذا مطلعها:
تبارك من أعطى الإمام محمدا ... مغانىَ زانت بالجمال المغانيا
وإلا فهذا الروض فيه بدايع ... أبى الله أن يلقى لها الحسن ثانيا
وفى منتصف الناحية الجنوبية من بهو السباع، يوجد مدخل قاعة بنى سراج Sala de los Abencerrajes، وهو اسم الأسرة الغرناطية الشهيرة، التى لعبت دوراً كبيراً فى حوادث غرناطة الأخيرة. وهى عبارة عن مستطيل طوله اثنا عشر متراً وعرضه ثمانية، وفوقه قبة عالية مضلعة، وفى وسطه حوض نافورة مرمرى