صدرت الطبعة الثانية من هذا الكتاب في سنة ١٩٥٨، أعنى منذ نحو سبعة أعوام. والآن، وقد أنجزت كتابة مرحلة التاريخ الأندلسى، التي تسبق مرحلة الإنهيار والسقوط، وهي تاريخ "عصر المرابطين والموحدين" وتمت بذلك سلسلة تاريخ الأندلس، منذ الفتح حتى إخراج بقايا الأمة الأندلسية نهائياً من الأراضى الإسبانية، فإني أقدم هذه الطبعة الثالثة من "نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصرين".
وقد كان في مقدمة ما عنينا به في هذه الطبعة الجديدة، هو أن نراجع فصول الكتاب الأولى، المتعلقة بسقوط القواعد الأندلسية الكبرى، ونهوض محمد ابن يوسف بن الأحمر، ونشوء مملكة غرناطة، وأن نصل وأن ننسق بين هذه الفصول، وبين ما ورد عن نفس الموضوعات في القسم الثاني من كتابنا "عصر المرابطين والموحدين"، وهو "عصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى". وقد اقتضى هذا التنسيق بعض التكرار في سرد هذه الحوادث، وهو تكرار يقصد به قبل كل شىء، المحافظة على استقلال هذا القسم الأخير من تاريخ الأندلس، بيد أننا توخينا الإيجاز في استعراض هذه الحوادث، تمهيداً لموضوعنا الأساسى، وهو نشوء مملكة غرناطة، آخر دول الإسلام بالأندلس، وتاريخها خلال حياتها الطويلة، هذا بينما تناولنا مرحلة انحلال الأندلس الكبرى وسقوط قواعدها، في كثير من الإسهاب والإفاضة في كتابنا "عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس" وهو الذي يسبق مباشرة كتاب "نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصرين"، وهو الحلقة الختامية في هذه السلسلة الكبرى من تاريخ "دولة الإسلام في الأندلس".
وقد أتيح لنا في نفس الوقت، أن نقوم بكثير من التعديلات والإضافات الجديدة، التي استطعنا أن نفيد الكثير منها، خلال بحوثنا في الأعوام الأخيرة