مأساة الموريسكيين وعلاقتها بانحطاط اسبانيا. آثار نفى الموريسكيين المخربة. ركود الزراعة وخراب الضياع الكبيرة. تأثر محاكم التحقيق. ذيوع العملة الزائفة. تقرير مجلس الدولة عن الاضطراب الاقتصادى. تعليقات الدكتور لى. خطأ السياسة الإسبانية. آراء التفكير الإسبانى. تأييد الأحبار لسياسة الإبادة. حملة دون لورنتى عليها. رأى الكردينال ريشليو. آراء المؤرخين الإسبان. مأساة النفى بين التأييد والإنكار. آراء لافونتى وخانير وبكاتوستى ومننديث إى بلايو. تعليقات النقد الحديث. أقوال الدكتور لى. أقوال العلامة سكوت. أقوال مننديث بيدال. أقوال المستشرق كوندى.
تعليق المستشرق لاين بول.
تلك هى قصة الموريسكيين أو العرب المتنصرين: قصة مؤسية تفيض بألوان الإستشهاد المحزن، ولكن تفيض فى نفس الوقت بصحف من الإباء والبسالة والجلد، تخلق بأعظم وأنبل الشعوب. وقد لبثت السياسة البربرية التى اتبعتها اسبانيا النصرانية، واتبعها ديوان التحقيق الإسبانى، إزاء العرب المتنصرين على كر العصور، مثار الإنكار والسخط، يدمغها المفكرون الغربيون، والإسبان أنفسهم، حتى يومنا بأقسى النعوت والأحكام.
ويرى النقد الحديث، أن العمل على إبادة الموريسكيين، كان ضربة شديدة لعظمة اسبانيا ورخائها؛ ولم تنهض اسبانيا قط من عواقب هذه السياسة الغاشمة، بل انحدرت منذ نفى الموريسكيين، من أوج عظمتها التى سطعت فى عصر شارلكان وفيليب الثانى، إلى غمرة التدهور والإنحلال التى مازالت تلازمها حتى عصرنا.
بل ترجع عوامل هذا الانحلال، إلى ما قبل مأساة الموريسكيين ببعيد، أو بعبارة أخرى إلى السياسة التى اتبعتها اسبانيا النصرانية، نحو الأمة الأندلسية، منذ بداية عصر الغلبة والفتح، فى أوائل القرن الثالث عشر. فقد كانت القواعد والولايات الإسلامية الزاهرة، تسقط تباعاً فى يد اسبانيا النصرانية، ولكنها كانت تفقد فى نفس الوقت أهميتها العمرانية والاقتصادية، إذ كانت العناصر الإسلامية الذكية النشيطة من السكان، تغادرها إلى القواعد الإسلامية الباقية، فراراً من عسف