حركة ابن تومرت وخصائصها المحلية. أول ظهور لابن تومرت في مراكش. أصله ومولده. معنى كلمة " تومرت ". نسبته البربرية. انتسابه إلى آل البيت. ما يحيط بهذه النسبة من الريب. نشأته. رحلته في طلب العلم إلى الأندلس، ثم المشرق. قصة لقائه بالإمام الغزالي. سقم هذه القصة وبطلانها. ما ينقضها من الناحية الزمنية. ما يطبعها من ألوان الأسطورة. نفي البحث الحديث لصحتها. تأثر ابن تومرت بتعاليم الأشعرية وبآراء الغزالي. عوده بعد إتمام دراسته إلى المغرب. دعوته إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. نزوله بالمهدية. سفره إلى بجاية. ما وقع بها من هرج من جراء دعايته لإزالة المنكر. المناظرة بينه وبين طلبتها. مغادرته لبجاية، ونزوله بملالة. لقاؤه بعبد المؤمن بن علي وما يقال في ذلك من روايات وأساطير. مسيره إلى وانشريش ثم إلى فاس ومكناسة. نظرية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. تفسيرها وفقاً لابن حزم. تعليق العلامة جولدسيهر على النظرية. نزول ابن تومرت بمراكش. استمراره في حملته دون هوادة. مظاهر الخلل والفساد في العاصمة المرابطية. تعرضه لأخت الأمير وما وقع بسبب ذلك من الهرج. أمير المسلمين يأمر بمناظرته. قبول ابن تومرت. ما وقع في هذه المناظرة. الأصول والفروع. تحريض الفقهاء للأمير على قتل ابن تومرت. اقتصاره على اعتقاله ثم نفيه من مراكش. مسيره إلى أغمات ثم إلى السوس. تجوله في بلاد المصامدة. نزوله بجبل إيجليز في هرغة. عكوفه على ربث دعوته والتبشير بنظرية المهدي. إعلانه لإمامته وأنه هو المهدي. مبايعة أصحابه له بهذه الصفة. أصحاب المهدي ومراتبهم. تلقيبه بالمهدي والإمام المعصوم. ملخص شريعته. وضعه لكتب الدعوة لأصحابه. ما يدل على أن ابن تومرت كان يضمر مشروعه ويعمل له.
ننتقل الآن إلى ناحية أخرى من تاريخ الدولة المرابطية، وهي ناحية طارئة عليها، وقد شاء القدر بأن تحول وجهة سيرها من التقدم والتوطد، إلى الإدبار والانحلال المفاجىء، فبينما هي في أوج قوتها ورسوخها، إذا بها تجد نفسها فجأة أمام فورة دينية صغيرة، يضطلع بها فقيه متواضع، وتضطرم بسرعة مدهشة، حتى تغمر كل شىء فيها، وتستغرق كل قواها ومواردها، ثم تنتهي بعد صراع قصير الأمد، بالقضاء عليها: تلك هي ثورة المهدي ابن تومرت.
إن التاريخ الإسلامي، قلما يقدم إلينا حركة أكثر تواضعاً في بدايتها، وأبعد مدى في نتائجها، من تلك الحركة التي قام بها محمد بن تومرت السوسي، المتشح بثوب المهدي، والتي أسفرت عن قيام دولة من أعظم الدول الإسلامية،