الحركة الفكرية الأندلسية فى أوائل القرن السابع. الشعر والأدب. ابن حريق. ابن مرج الكحل. ابن الجيان المرسى. ابن الأبار القضاعى. أبو الطيب الرندى. أقطاب اللغة. الفقه وعلوم الدين. المؤرخون. العلوم. أبو بكر بن زهر. ابن البيطار المالقى. بنو الأحمر حماة العلوم والآداب. محمد الفقيه وولده المخلوع. السلطان أبو الحجاج. الأمير الأديب أبو الوليد اسماعيل. الوزراء الكتاب والشعراء. ازدهار الشعر والأدب. ركود الحركة العلمية. ابن الحكم الرندى. حياته وشعره. ابن خميس التلمسانى. أبو الجيان الغرناطى. الرئيس ابن الجياب. ابن جابر الضرير. أقطاب اللغة. علماء الفقه والدين. التصوف. المؤرخون والرحل. العلوم.
أتينا فى الفصل السابق، على لمحة من سير الحركة الفكرية، فى ظل الدولة الإسلامية بالأندلس، حتى بداية القرن السابع الهجرى، أعنى إلى ما قبل قيام مملكة غرناطة بقليل. ونريد الآن أن نتحدث عن سير العلوم والآداب والفنون، فى ظل مملكة غرناطة ذاتها. وسنحاول أن نتوسع فى هذا الحديث قدر الاستطاعة، وإن كانت المصادر العربية، ضنينة فى ذلك حسبما أشرنا، أولا لهلاك معظم الآثار والوثائق الأندلسية المتعلقة بهذه المرحلة من تاريخ الأندلس، وثانياً لأن كثيراً من المفكرين والكُتّاب المتأخرين، الذين رأوا الوطن الأندلسى مشرفاً على السقوط فى يد العدو، بادروا بالهجرة إلى المغرب والبلاد الإسلامية الأخرى، وأقفرت الأندلس بذلك من مفكريها وأدبائها. بيد أنه يجدر بنا قبل ذلك، أن نعنى بالفترة العصيبة المضطربة التى جازتها الأندلس، فى أواخر أيام الموحدين قبيل قيام مملكة غرناطة. وقد شهدت الأندلس فى هذه الفترة، أعنى فى أوائل القرن السابع الهجرى، سلسلة من الأحداث الجسام.
ذلك أن سلطان الموحدين أخذ ينهار سراعاً، واضطرمت ثورة ابن هود فى الولايات الشرقية، وأخذت قواعد الأندلس الكبرى، تسقط تباعاً فى يد النصارى، واستطاع ابن الأحمر فى الوقت نفسه، أن ينشىء مملكة غرناطة فى جنوبى الأندلس. وكان من جراء الفوضى السياسية التى غمرت الأندلس يومئذ، أن تصدعت الحركة