للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الرابع

ختام المأساة

وقع محنة الأندلس فى العالم الإسلامى. سفارة فرناندو إلى بلاط مصر. موضوع هذه السفارة حسبما دونها بيترو مارتيرى. صدى المأساة فى المغرب. مسير أبى عبد الله إلى أندرش وحياته فيها. خطة الملكين الكاثوليكيين لإبعاده عن الأندلس. الاتفاق على بيع حقوقه وجوازه إلى المغرب. نص قبول أبى عبد الله. جوازه إلى فاس والتجاؤه إلى ملكها. دفاع أبى عبد الله المسمى بالروض العاطر الأنفاس. الوزير العقيلى كاتب هذا الدفاع. بعض ما ورد فى الدفاع من المنظوم. بعض ما ورد فيه من المنثور. اعتذار أبى عبد الله ودفعه لتهمة التفريط والخيانة. استعراض لموقفه وتصرفاته. معترك الفتنة الذى أودى بمملكة غرناطة. تبعة أبى عبد الله. حياته بمدينة فاس. وفاته وعقبه. حمراء غرناطة. تاريخها وأوصافها. ما بقى من أبنيتها وأبهائها. تشويه الإسبان لجمالها الأثرى. روعتها وتراثها القصصى. تغدو مسرحاً لحوادث غرناطة. ما يدور حولها من الأساطير. الأساطير الغرامية. أصل هذه الأساطير ومغزاها. قصيدة شوقى فى رثاء الحمراء.

لم يكن سقوط غرناطة فى يد النصارى حادثاً فجائياً، بل كان بالعكس نتيجة طبيعية، لما تقدمه من الحوادث الأندلسية، وكان خاتمة محتومة لاستشهاد طويل الأمد. ومع ذلك فقد كان لسقوط غرناطة أو بعبارة أخرى لانتهاء دولة الإسلام فى الأندلس، وقع عميق فى الضفة الأخرى من البحر، فى أمم المغرب التى لبثت عصوراً ترتبط بالأندلس بأوثق الروابط، وفى سائر أنحاء العالم الإسلامى. وكان للحادث أيضاً وقعه العميق فى سائر الأمم النصرانية؛ فقد ابتهجت له أيما ابتهاج، واعتبرته من بعض الوجوه عوضاً لسقوط قسطنطينية فى قبضة الإسلام قبل ذلك بأربعين عاماً. وخلدت ذكرى الحادث فى رومة بإقامة قداس أعظم، واستمر ابتهاج الشعب أياماً. ورجت سائر قصور أوربا بالنبأ، وأقامت لإحيائه الحفلات الدينية والمدنية، منوهة بفضل فرناندو وإيسابيلا فى تحقيق هذه الأمنية العظيمة (١).

وقد كانت الأندلس تثير منذ البداية جزع الأمم الإسلامية وعطفها. ولكن الأمم الإسلامية لم تستطع أن تبذل أى مجهود عملى لإنقاذ الأندلس من قدرها المحتوم،


(١) Prescott: Ferd. & Isabella p. ٢٩٩ والهامش

<<  <  ج: ص:  >  >>