للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جليل بارع الأسلوب (١). وله كتب أخرى ذكر منها صاحب فوات الوفيات، المرقص والمطرب، وملوك الشعر. وله شعر رقيق.

[العلوم]

وكان للعلوم أيضاً مجالها بالأندلس فى أوائل القرن السابع الهجرى، وربما كانت هذه آخر مرحلة ازدهر فيها العلم الأندلسى، واستطاع أن يحتفظ بقبس من تقاليده القديمة الراسخة.

وكان ممن ظهر فى تلك الحقبة، أبو الفضل محمد بن عبد المنعم الجليانى، الطبيب والشاعر الأديب، أصله من جليانة من أعمال غرناطة، ونبغ فى الطب فى ظل الموحدين، ثم رحل إلى المشرق، وطاف بمصر والشام، ونظم كثيراً فى الإلهيات والرياضيات وآداب النفس (٢).

ومنهم أبو بكر بن عبد الملك بن زهر الإشبيلى، سليل أسرة بنى زهر الشهيرة، التى نبغ منها فى الطب والكيمياء والصيدلة، أبو العلاء بن زهر، ثم ولده عبد الملك حسبما سبقت الإشارة إليه، ثم ابنه أبو بكر هذا، وقد برع كأبيه وجده فى الطب والكيمياء، وكان من أعظم أطباء الأندلس فى أواخر القرن السادس الهجرى.

ومنهم أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج الأموى المعروف بابن الرومية الإشبيلى العلامة الطبيب والنباتى، وقد اشتهر بالأندلس فى أوائل القرن السابع الهجرى، وكان إماماً فى الحديث وحجة فى علم النبات لا يبارى. ولد بإشبيلية سنة ٥٦١ هـ وتوفى بها سنة ٦٣٧ هـ (١٢٣٩ م). وله مؤلفات نفيسة فى النبات والطب. منها شرح حشائش دياسقوريدس، وأدوية جالينوس، والرحلة النباتية، والمستدركة، وله كتاب فى الأدوية المفردة على نمط الكتب التى ألفها بنو زهر فى هذا الموضوع (٣).

وكان من أعظم علماء الأندلس فى هذا العصر، ابن البيطار المالقى العالم


(١) راجع نفح الطيب ج ٢ ص ١٣٧. وقد انتهت إلينا من هذا الأثر الضخم نسخة مشوهة ناقصة، وهى محفوظة بدار الكتب المصرية رقم ٢٧١٢، تاريخ. وقد نشر أخيراً كتاب "المغرب فى حلى المغرب" فى جزأين محققاً بعناية الدكتور شوقى ضيف وصادراً عن دار المعارف بالقاهرة (١٩٥٣ - ١٩٥٥).
(٢) راجع نفح الطيب ج ٢ ص ١٦، وقد أورد المقرى شيئاً من شعره.
(٣) ترجم له ابن الخطيب فى الإحاطة (ج ١ ص ٢١٥ وما بعدها). وراجع نفح الطيب ج ٢ ص ١٣٧

<<  <  ج: ص:  >  >>