نقص الروايات العربية عن المأساة الأندلسية. علة هذا النقص. اهتمام الرواية الإسبانية بالإفاضة فيها. هجرة الأندلسيين إلى المغرب. وإنشاؤهم لمدينة تطوان. بداية عصر الإستعباد. السياسة الإسبانية ومصير المسلمين. أقوال الرواية القشتالية. اتجاه ملكى اسبانيا إلى النكث. تعليق النقد الحديث. بدء الاضطهاد. تحوير المعاهدة. خمنيس يحاول تنصير المسلمين. بعض من تنصر من أكابرهم. إحراق الكتب العربية. تعليق النقد الحديث على هذا العمل. الروايات الإسلامية عن مأساة التنصير. صدى المحنة فى مصر. نفى المسلمين من البرتغال. أمة الموريسكيين أو العرب المتنصرين. قرار مجلس الدولة. الثورة فى بعض النواحى. التنصير المغصوب. نشاط فرناندو وإيسابيلا. إستغاثة المسلمين بملك مصر. سفارة فرناندو إليه. الثورة فى فليا لونجا وهزيمة الإسبان. جنوح فرناندو إلى اللين. أقوال الرواية الإسلامية عن هذه الحوادث. حشد المسلمين والمتنصرين فى أحياء خاصة. تحريم إحراز السلاح عليهم. حظر هجرتهم إلى غرناطة. تحريم بيع الأملاك.
لم يكن ظفر اسبانيا النصرانية بالاستيلاء على غرناطة، وسحق دولة الإسلام فى الأندلس، سوى بداية النهاية فى مصير الأمة الأندلسية، ولم يكن فقد السيادة القومية، وفقد الإستقلال والحرية، والذلة السياسية، والاضطهاد الدينى والاجتماعى، وهى المحن التى تنزل بالأمة المغلوبة، سوى لمحة يسيرة مما كتب على الأمة الأندلسية أن تعانيه على يد اسبانيا النصرانية. أجل كان مصير مسلمى الأندلس بعد فقد دولتهم وزوال مملكتهم، من أروع ما عرفت الأمم الكريمة المغلوبة، وكان مأساة من أبلغ مآسى التاريخ.
تلك هى مأساة الموريسكيين أو العرب المتنصرين، ومن الأسف أن الرواية الإسلامية لم تخص تاريخ الأمة الأندلسية بعد سقوط غرناطة بكثير من عنايتها، ولم ينته إلينا عن تلك المأساة سوى رسائل وشذور يسيرة، بل لم ينته إلينا سوى القليل عن مراحل التاريخ الأندلسى الأخيرة قبل سقوط غرناطة، ولا توجد لدينا عن تلك المرحلة سوى رواية إسلامية واحدة هى كتاب "أخبار العصر فى انقضاء دولة بنى نصر" الذى سبقت الإشارة إليه غير مرة، والذى كتبه فى سنة ٩٤٧ هـ (١٥٤٠ م) أعنى بعد سقوط غرناطة بخمسين سنة، كاتب مجهول كان فيما يبدو