للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

خلال الناصر ومآثره

عصر الناصر أعظم عصور الإسلام بالأندلس. منشآت الناصر. مشروع بناء الزهراء. البدء في إنشاءها. قصر الزهراء وفخامته وروعته. منشآت الزهراء الأخرى. بعض أوصاف وأرقام عن الزهراء. نهاية الزهراء كقاعدة ملوكية. تخريبها أيام الثورة. بعض ما قيل في رثائها. أطلال الزهراء واختفاؤها. جهود العلماء الإسبان للكشف عن مواقعها. وصف لما ظهر من آثارها ومعالمها. منشآت الناصر بالمسجد الجامع. تنظيم الناصر للجيش والأسطول. الأحوال المالية في عهد الناصر. غنى الدولة الأموية وبذخها. إنشاء دار السكة بقرطبة. قرطبة وعظمتها. اصطفاء الدولة الأموية للموالي والصقالبة. حرص الناصر على السلطان المطلق. الصقالبة ونفوذهم. أثر هذا الاصطفاء. قرطبة مركز الجاذبية الدبلوماسية. تقدم الصلات الدبلوماسية بين الإسلام والنصرانية. سفارة قيصر قسطنطينية إلى الناصر. حفل استقبال السفراء وروعته. هدايا قيصر إلى الناصر. خطاب القاضي منذر بن سعيد. سفارات ملوك النصرانية. سفارة إمبراطور ألمانيا. سفارة الناصر إلى الإمبراطور. موضوع المفاوضات بين العاهلين. رأي الناصر في نظام الحكم. سفارات نصرانية أخرى إلى الناصر. مرض الناصر ووفاته. خلاله وصفاته. حجابه ووزراؤه وقواده. الوزراء وأصحاب الخطط. تنويه الشعر بعظمة عصره. صفة الناصر. أبناؤه. إشادة النقد الحديث بمناقبه.

ننتقل الآن إلى ناحية أخرى من نواحي عصر الناصر.

كان عصر عبد الرحمن الناصر بالرغم مما شغله من فتن وحروب مستمرة، عصر عظمة ورخاء ومجد، بل كان في الواقع أعظم عصور الإسلام بالأندلس، ولاسيما من نواحيه المعنوية والحضارية. وإذا كانت الأندلس قد بلغت فيما بعد في عصر المنصور بن أبي عامر، ذروة تفوقها السياسي والحربي في شبه الجزيرة الإسبانية، فإن الدولة الأموية بالأندلس بلغت في عهد الناصر ذروة القوة والبهاء؛ وكان هذا العهد حد الفصل بين مراحل تقدمها وازدهارها، ومراحل انحلالها وسقوطها.

ولم تحل مهام الحرب والسياسة دون قيام الناصر بأعمال الإنشاء العظيمة، وكان في مقدمتها إنشاء مدينة الزهراء أعظم قواعد الأندلس الملوكية. وكانت قرطبة عاصمة الأندلس قد بلغت يومئذ أوج العظمة والازدهار، وأضحت تفوق بغداد منافستها في المشرق بهاء وفخامه. وكان الناصر قد ابتنى إلى جانب القصر الزاهر

<<  <  ج: ص:  >  >>