للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الرابع

العصر الأخير والآثار الباقية

ركود الحركة الفكرية. الشعراء الذين ظهروا فى هذا العصر. القاضى أبو بكر بن عاصم. ولده أبو يحيى. بعض الكتاب والأدباء. الشريف العقيلى وزير أبى عبد الله. ما حدث بعد سقوط غرناطة. القضاء على اللغة العربية. الألخميادو لغة الموريسكيين السرية. كتاب الألخميادو. الأدب الموريسكى وخصائصه. نماذج من تراث الألخميادو. الشهاب الحجرى وابن غانم. محاولة اسبانيا القضاء على تراث الأندلس. إيداع الكتب العربية الباقية بقصر الإسكوريال. المجموعة العربية فى الإسكوريال. حجبها عن أعين الباحثين. معجم الغزيرى. انتفاع البحث الحديث بالآثار الأندلسية. الفن فى الأندلس. تطوره منذ القرن الرابع الهجرى. ازدهاره أيام الناصر وابنه المستنصر. تقدمه أيام الطوائف. ركوده أيام المرابطين والموحدين. الفن فى مملكة غرناطة. الموسيقى الأندلسية. الآثار الأندلسية الباقية.

بدأت مملكة غرناطة منذ أوائل القرن التاسع الهجرى تستقبل عصرها الأخير، وأخذ الاستقرار، والسلم النسبى الذى تمتعت به حيناً فى أواخر القرن الثامن، وأوائل القرن التاسع، يتصرم شيئاً فشيئاً، وأخذت من ذلك الحين تواجه طائفة من الثورات والانقلابات الداخلية المتوالية، وتواجه فى الوقت نفسه طوالع الصراع الأخير بينها وبين اسبانيا النصرانية، التى أخذت منذ منتصف القرن التاسع (القرن الخامس عشر الميلادى) توثق أواصر اتحادها، وتستجمع قواها لإنزال ضربتها الأخيرة بعدوتها القديمة التالدة اسبانيا المسلمة.

وما كانت الحركة الفكرية لتزدهر فى مثل هذا الأفق الكدر، ولذا نجد فى هذا العصر فراغاً ملحوظاً فى ميادين التفكير والأدب فى الأندلس المحتضرة، ولا نعثر إلا بقلة من المفكرين والأدباء الذين ظهروا فى تلك الفترة متفرقين متباعدين.

وكان ممن ظهر فى ميدان التفكير والأدب فى تلك الفترة على بن عاصم شاعر السلطان يوسف الثانى وقد جمع له مجموعة شعرية فى سنة ٧٩٣ هـ (١٣٩١ م) (١).

والقاضى أبو بكر محمد بن عاصم القيسى الغرناطى، وقد كان أعظم شخصية.


(١) بروكلمان، المصدر السابق ج ٢ ص ٢٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>