للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالِث

سقوط سرقسطة

سرقسطة وخواص موقعها. موقف أمرائها من الملوك النصارى. إستيلاء المرابطين عليها. أطماع قشتالة وأراجون نحوها. تربض ألفونسو ملك أراجون بها. ولاية الأمير أبى بكر بن ابراهيم لسرقسطة. حكمه اللامع ووفاته. ندب عبد الله بن مزدلي لولاية سرقسطة. أهبة أراجون وحلفائها من النصارى الصليبيين لافتتاحها. محاصرة النصارى لسرقسطة. اختلاف الروايات الإسلامية حول حوادث الحصار. رواية ابن عذارى عن القتال بين أهل سرقسطة والنصارى. عبد الله بن مزدلي ومدافعته للنصارى. صمود المدينة واستمرار الحصار. نضوب الموارد ووفاة ابن مزدلي. مقدم المرابطين بقيادة الأمير تميم. استغاثة أهل سرقسطة بالأمير وإحجامه. الرسالة التي وجهها قاضي سرقسطة إلى الأمير بالاستغاثة واللوم. ما تدلة به هذه الرسالة. بواعث إحجام المرابطين وعوم الاعتداد بها. اضطرار أهل سرقسطة إلى طلب الهدنة. الإتفاق على تسليم المدينة، وشروط هذا التسليم. تسليم سرقسطة، وتحويلها إلى مدينة نصرانية. هجرة أهلها المسلمين. الآثار المترتبة على سقوط سرقسطة. استيلاء ألفونسو المحارب على طرسونة وقلعة أيوب. اهتمام علي بن يوسف بهذه الحوادث. سير الجيوش المرابطية لمقاتلة الأراجونيين. موقعة كتندة وهزيمة المسلمين. سقوط قلعة دروقة.

- ١ -

مضت ثلاثة وثلاثون عاماً، مذ سقطت طليطلة في يد ألفونسو السادس ملك قشتالة، وجاشت الأندلس بهزتها العنيفة، التي تمخضت عن مقدم المرابطين إلى شبه الجزيرة نصرة لإخوانهم في الدين، وإحرازهم لنصرهم الباهر في الزلاّقة (٤٧٩ هـ)، ثم استقرارهم بعد ذلك سادة في الأندلس. ثم شاء القدر، بعد أن لمعت الجيوش المرابطية في غير موقعة وغزوة في أراضي اسبانيا النصرانية، أن تفجع الأمة الأندلسية مرة أخرى، بفقد قاعدة جديدة من قواعدها العظيمة، هي سرقسطة قاعدة الثغر الأعلى.

كانت سرقسطة - وقد اشتق اسمها العربي من اسمها الروماني Caesar Augusta - تمثل منذ عهد الإمارة، زعامة الأسر العربية، والرياسة المحلية، في الثغر الأعلى، واستمرت هذه الزعامة قائمة خلال القرن الخامس الهجري، أولا في بني هاشم التجيببيين، ثم في خلفائهم بني هود، حتى وضع مقدم المرابطين حداً

<<  <  ج: ص:  >  >>