للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الخامِسُ

الأمير تاشفين بن علي وغزواته وأعماله في شبه الجزيرة

قاعدة التولية لدى المرابطين. علي بن يوسف يولي ولده تاشفين شئون الأندلس. الخلاف حول تاريخ هذه التولية. خروج تاشفين إلى غزو قشتالة. غزوة لوالي إشبيلية. القشتاليون يغزون أراضي قرطبة. غزوة ينتان بن علي لأراضي أراجون. تاشفين يفتتح حصن السكة. عود القشتاليين إلى غزو أراضي قرطبة. مسير تاشفين إلى لقائهم وهزيمتهم. غزو القشتاليين لأراضي إشبيلية وردهم. عودهم إلى الغزو بقيادة ملكهم ألفونسو ريموندس. التقاء تاشفين وقواته بالنصارى قرب بطليوس. هزيمة القشتاليين وفرارهم. خروج تاشفين إلى الغزو. اللقاء في موقعة البكار. هزيمة المرابطين في البداية ثم ثباتهم وانتصارهم. قصيدة أبى بكر الصيرفي في مديح تاشفين ونصحه. إيضاح عن مكان الموقعة. حوادث أندلسية مختلفة. غزوة قشتالية لأراضي الأندلس. توغل القشتاليين وعيثهم حتى أراضي شريش. غزوات جديدة لتاشفين في أراضي قشتالة. غزوة قشتالية أخرى لأراضي قرطبة. نقل قاعدة الحكم المرابطي من غرناطة إلى قرطبة. التنويه بتاشفين وحسن إدارته. عود تاشفين إلى المغرب. اختياره لولاية العهد مكان أخيه سير. ظروف هذه التولية وبواعثها.

- ١ -

وضح مما تقدم، مما ذكرناه في أخبار ولاة الأندلس وأقاليمها، أن الدولة المرابطية، كانت تعتمد في حكم الأندلس على عصبية القبيل والأسرة، فيتولى الحكم بها الأمراء من أبناء أمير المسلمين وقرابته وأصهاره، ويتولى هؤلاء كذلك قيادة الجيوش المرابطية، ويضطلع بالقيادة العامة ولد الأمير. وقد طبقت هذه القاعدة منذ البداية، فكان الأمير سير ابن أبى بكر اللمتوني قائد الجيوش المرابطية، ومتولي شئون الأندلس في عهد يوسف بن تاشفين، ثم كان أبو الطاهر تميم ولد يوسف متولي القيادة العامة، منذ وفاة والده، وولاية أخيه علي بن يوسف، وكذلك متولي لشئون الأندلس، وقاعدته الإدارية غرناطة. ولبث تميم في منصبه عدة أعوام، قاد فيها الجيوش المرابطية منذ موقعة أقليش في سنة ٥٠١ هـ (١١٠٨ م)، حتى سقوط سرقسطة في سنة ٥١٢ هـ (١١١٨ م)، وموقعة كتُندة في سنة ٥١٤ هـ (١١٢٠ م). وفي سنة ٥١٦ هـ (١١٢٢ م)، ولّي الأمير تميم ولاية إشبيلية إلى جانب ولاية غرناطة ثم صرف عن إشبيلية في العام التالي، ووُلي

<<  <  ج: ص:  >  >>