للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثامِنُ

الحرب الأهلية

صدى حوادث إفريقية في الأندلس. استغاثة الشاميين بابن قطن. إعراضه عن دعوتهم. ثورة البربر في الأندلس. مفاوضة ابن قطن لبلج زعيم الشاميين واستقدامهم. سير القوات المتحدة لمحاربة البربر. هزيمة البربر في شذونة وقرطبة. سحق ثورتهم. مطالبة ابن قطن الشاميين بالجلاء. ثورة بلج بن بشر وادعاؤه ولاية الأندلس. مقتل ابن قطن وولاية بلج. ثورة أمية وقطن ابنى عبد الملك. الخصومة بين الشاميين والعرب المحليين. لقاء الفريقين في ظاهر قرطبة. مصرع بلج وانتصار الشاميين. ولاية ثعلبة بن سلامة. ضعف حكومة قرطبة. خروج الزعماء في مختلف النواحي. استئناف الحرب بين الشاميين وخصومهم. هزيمة ثعلبة ثم فوزه. مقدم أبي الخطار الوالي الجديد. قبضه على زمام السلطة. تفرقته للشاميين. ضمه لولاية تدمير إلى الأندلس. مطاردته للزعماء الخوارج. سكون الفتنة. تعصب أبي الخطار لليمنية. الصميل بن حاتم زعيم المضرية. ثورة المضرية والجذامية. الحرب بين الفريقين. هزيمة أبي الخطار. ولاية ثوابة بن سلامة. ثورة أبي الخطار. زحفه على قرطبة. فشله وهزيمته. الخلاف بين اليمنية والمضرية. ولاية عبد الرحمن اللخمي لشئون الحكم. الاتفاق على تولية يوسف بن عبد الرحمن الفهري.

كان لهذه الفتنة التي اضطرمت في إفريقية، بين العرب والبربر. وما اقترن بها من الأحداث الخطيرة، صداها في شئون الأندلس. وكانت الأندلس تتبع يومئذ إفريقية من الوجهة الإدارية، فكان لاضطراب الحكم في إفريقية أثره في اضطراب الحكم في الأندلس، كما كان لثورة البربر في المغرب. أثرها في تحريك البربر في الضفة الأخرى من البحر. وقد سبق أن بينا كيف كان البربر في شبه الجزيرة الإسبانية يجيشون سخطا على العرب. لما استأثروا به دونهم من مغانم السيادة والحكم، وكيف كانت عصبية القبيل تمزق وحدة العرب أنفسهم، وكيف كانت عوامل التنافس والتنازع، تضطرم باستمرار بين اليمنية والمضرية. وسنرى الآن كيف كان صدى هذه العوامل المختلفة قوياً بارزاً في حوادث الأندلس، وفي اضطراب شئونها، وتمزيق وحدتها. وكيف انحدرت الأندلس من جرائها، إلى معترك خطر من الفتن، والحروب الأهلية الطاحنة، والفوضى. تولى عبد الملك بن قطن الفهري إمارة الأندلس للمرة الثانية على أثر وفاة عقبة بن الحجاج سنة ١٢٢ أو ١٢٣هـ، وثورة البربر يومئذ على أشدها في المغرب

<<  <  ج: ص:  >  >>