منحل الخلال، حتى أنه لقب "بالعاجز". وكان عصره عصر ركود وفوضى، ومع ذلك فإن قشتالة لم تقعد فى عهده عن المضى فى غزو الأراضى الإسلامية، وإرهاق مملكة غرناطة، التى اضطربت شئونها وسادتها الخلافات الداخلية، واضطر ملك غرناطة السلطان ابن إسماعيل أن يتعهد بتأدية الجزية لقشتالة. وكان من أعظم الحوادث فى عصر هنرى الرابع استيلاء القشتاليين نهائيا على ثغر جبل طارق (١٤٦٢ م) حسبما ذكرنا فى موضعه. وتوفى الملك هنرى فى سنة ١٤٧٤ م.
وعلى أثر وفاته عارض النبلاء فى جلوس ابنته الوحيدة خوانا على العرش لما يحيط بنسبتها إليه من الريب. وهنا تقدمت أخته الأميرة إيسابيلا مطالبة بعرش قشتالة. وكانت قد تزوجت فى سنة ١٤٦٩ م من ابن عمها الأمير فرناندو الأرجونى، وذلك والرغم من معارضة أخيها الملك هنرى، وكان لهذا الزواج أثر بعيد المدى فى سير التاريخ الإسبانى حسبما نفصل بعد.
[٢ - أراجون]
لما توفى خايمى الأول أو خايمى الفاتح ملك أراجون فى سنة ١٢٧٤ م، خلفه على العرش ولده بيدرو الثالث. وتبدأ منذ عهد هذا الملك صفحة جديدة فى تاريخ أراجون، حيث يمتد سلطان العرش الأرجونى واسبانيا النصرانية فيما وراء البحر، إلى صقلية وجنوبى إيطاليا (مملكة نابل). وذلك أن بيدرو الثالث تزوج الأميرة كونستانس إبنة مانفرد دوق بنفونتوم وصاحب مملكة نابل وصقلية باعتباره سليل بيت هوهنشتاوفن الإمبراطورى. وكان البابا يريد التخلص من سلطان أولئك الأمراء الألمان، فدعا شارل دانجو ولد ملك فرنسا إلى اعتلاء عرش نابل، فاستجاب شارل إلى الدعوة وغزا نابل وقتل صاحبها مانفرد. وهنا تقدم بيدرو الثالث مطالبا بعرش نابل باسم زوجه، ونشب بين الحزب الأرجونى وبين حزب شارل دانجو نزاع طويل الأمد. وفى النهاية استطاع بيدرو أن يغزو صقلية وأن ينتزعها من يد الفرنسيين، وأسبغ عليه هذا الفتح لقب "الأكبر". ولما حاول الفرنسيون غزو قطلونية تأييداً لشارل دانجو، ردهم بيبدرو وأخفقت المحاولة. وكان افتتاح صقلية أول خطوة فى بسط السيادة الإسبانية على جنوبى إيطاليا فيما بعد. ولما توفى بيدرو الثالث فى سنة ١٢٨٥ م، كانت سيادة أراجون تمتد فضلا عن صقلية إلى بعض أنحاء بروفانس فى جنوبى فرنسا.