قال ابن حيان:" وتمادي الطلب لهذه الفرقة المسرِّية، والإخافة لهم، وتخويف الناس من فتنتهم بقية أيام الناصر لدين الله ".
وهنا ولأول مرة نجد شرحاً وافياً، بقلم ابن حيان القوي الناقد، لتلك الحركة الدينية الخطيرة، حركة ابن مسرَّة وتلاميذه، وهي التي استحالت أيام الناصر لدين الله إلى جمعية سرية واسعة الانتشار. فهل كانت حقاً، كما يصورها ابن حيان، وكما تصورها لنا الوثيقة الخلافية، التي ينقلها إلينا، جمعية مارقة ملحدة، تهدد العقائد والنظام والأمن؟ أم هل كانت حركة تفكير فلسفي حر، لم يتسع لها أفق التفكير المعاصر، وكانت كمعظم الحركات المماثلة ضحية لنقمة المتزمتين الرجعيين من الفقهاء والحكام، يدافعون بسحقها عن نفوذهم وسلطانهم المطلق؟.