للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنالك ائتمر به اثنان من أصحابه هما أبو معن داود بن هلال وكنانة بن سعيد، وانقضا عليه ذات يوم وقتلاه، واحتزا رأسه وحملاها إلى عبد الرحمن في قرطبة، وبذلك انفضت جموعه، وخبت ثورته، بعد أن لبثت زهاء عشرة أعوام تحمل الدمار والسفك إلى شرقي الأندلس وغربيها، وتهدد سلطان عبد الرحمن بشر العواقب، وحققت الخيانة في لحظة واحدة ما لم تحققه الحملات والبعوث المتعاقبة في أعوام طويلة. ولعل هذه الضربة الناجعة لم تكن بعيدة عن أصبع عبد الرحمن أو وحيه، وقد كانت الخيانة والجريمة من بعض أسلحته في مقارعة خصومه، وكانتا تحققان له في بعض الأحيان من الظفر ما لا تحققه أى الوسائل. وكان مصرع الفاطمي وانتهاء ثورته سنة ١٦٠هـ (٧٧٦ م) (١).


(١) أخبار مجموعة ص ١١١؛ وابن الأثير ج ٦ ص ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>