للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لآيات من القرآن، وأجوبة لأهل طنجة في مسائل القراءات والنحو. حدث، وأخذ عنه جماعة. وتوفي في سنة ٥٨٥ هـ وقيل في ٥٨٦ هـ، ومولده سنة ٥١٢ هـ (١).

ومحمد بن جعفر بن أحمد بن خلف بن حميد بن مأمون الأموي، من أهل بلنسية. درس القراءات بإشبيلية وغرناطة على أقطاب عصره، ورحل إلى جيان فدرس بها العربية والآداب على أبي بكر بن مسعود. ثم رحل إلى ألمرية فدرس على من كان بها من أقطاب العصر. ثم قفل إلى بلده، وقد ذاع صيته، واشتهر بغزير علمه، فأقرأ وحدث وعلم العربية. ثم ندب لقضاء بلنسية فقضى في منصبه عدة أعوام، واشتهر بنزاهته وعدالته وحسن تصريفه، وهو في نفس الوقت يقرىء القرآن والعربية، مع حظ وافر من البلاغة والبيان والبديع. وانتقل إلى مرسية في أواخر حياته، وتولى بها الصلاة والخطبة، وتوفي في جمادى الأولى سنة ٥٨٦ هـ ومولده في سنة ٥١٣ هـ (٢).

ومحمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد بن عبد البر بن مجاهد الأنصاري، من أهل إشبيلية ويعرف بابن زرقون. درس على أبيه، وعلى عدد من الجلة، مثل أبي محمد ابن عبدون، وأبي بكر بن القبطورنة، وأبي الفضل عياض، واختص به ولازمه كثيراً، وكتب له أيام ولايته لقضاء غرناطة. وكان متمكنا من الحديث والفقه، مع براعته في الأدب وقرض الشعر. ولى قضاء شلب، ثم قضاء سبتة، فحمدت سيرته، واشتهر بكفايته ونزاهته. وله عدة مؤلفات منها كتاب الأنوار، جمع فيه بين المنتقى والاستذكار، وجمع أيضاً بين مصنف الترمذى وسنن أبي داود، وكان الطلاب يرحلون إليه لعلو روايته. وتوفي بإشبيلية في رجب سنة ٥٨٦ هـ. ومولده بشريش سنة ٥١٢ هـ (٣).

ومفوز بن طاهر بن حيدرة المعافري، من أهل شاطبة، درس القراءات والفقه، وبرع فيهما، وكان فقيهاً مشاوراً، ولى قضاء شاطبة، زمنا فحمدت سيرته، وكان فوق ذلك متمكنا من الأدب، بليغاً حسن البيان، وله حظ من قرض الشعر، ومن نظمه:

وقفت على الوادي المنعم دوحه ... فأرسلت من دمعى هنالك واديا

وغنمت به ورق الحمام عشية ... فأذكرنا أياما مضت ولياليا


(١) ترجمته في التكملة رقم ١٤٦٥.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ١٤٦٧.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ١٤٦٨

<<  <  ج: ص:  >  >>