للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعربية، وأخذ عن أبي بكر بن صاف، وأبي اسحاق بن ملكون، وأبي بكر ابن الجد، وأبي زيد السهلى، وغلب عليه التخصص في العربية، والتمكن منها، والتحقق من غوامضها، فعكف على تعليمها، واعتبر في هذا الميدان أستاذ إشبيلية الذي لا يبارى، وقد انتفع به عدد من الشيوخ اللاحقين، مثل أبي على الشلوبين وغيره، وغلب عليه في أواخر حياته حب العزلة، فاعتكف عن الناس، وتوفي في صفر سنة ٦١٨ هـ. ومولده بيابرة في سنة ٥٤٥ هـ (١).

وسليمان بن حكم بن محمد بن أحمد بن علي الغافقي من أهل قرطبة، درس القرآن والحديث واللغة، وأخذ عن جمهرة من أقطاب عصره، منهم ابن الفخار، وأبو عمر بن عات، وأبو القاسم بن بشكوال، وأبو جعفر بن يحيى وغيرهم. امتهن عقد الشروط بقرطبة مدة، وكان متقناً مبرزاً في العدالة والضبط، عارفاً بالأحكام، أديباً كاتباً وشاعراً مبرزاً في النظم، وضع أرجوزة جيدة في الفقه. وله غير ذلك من النظم. ولد بقرطبة سنة ٥٤٦ هـ، وتوفي بها في ربيع الآخر سنة ٦١٨ هـ (٢).

وأحمد بن عبد المؤمن بن موسى بن عبد المؤمن القيسي، من أهل شريش. درس الحديث والعربية على شيوخ عصره. عكف زمنا على تدريس اللغة. وله في هذا الميدان عدة مصنفات نفيسة، منها شرح الإيضاح للفارسى، والمجمل للزجاجى، وله تأليف في العروض، ومجموع في مشاهير قصائد العرب، ومختصر لنوادر أبي على القالى، ولكنه اشتهر بنوع خاص بشرحه لمقامات الحريرى. وله في ذلك ثلاث نسخ، كبرى، ووسطى، وصغرى. وأخذ عنه عدد من أقطاب العصر، ومنهم ابن الأبار حسبما يحدثنا في ترجمته. وقد نشرت شروحه على هامش المقامات مراراً، وما تزال هي عمدتنا في فهم غوامضها. وكانت وفاته ببلدته شريش سنة ٦١٩ هـ (٣).

وعبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر القضاعى، وهو والد ابن الأبار صاحب التكملة، أصله من أندة وسكن بلنسية، درس القراءات والأدب، وكان حسبما يصفه لنا ولده، " مقدما في حملة القرآن،


(١) ترجمته في التكملة رقم ١٥٩٥.
(٢) ترجمته في الذيل والتكملة (مخطوط الإسكوريال ١٦٨٢ الغزيري).
(٣) ترجمته في التكملة رقم ٢٨١، وفي نفح الطيب ج ١ ص ٣٧٦

<<  <  ج: ص:  >  >>