مواطن البحث والدرس، أو مستودعاً من مستودعات المصادر والوثائق المخطوطة أو المطبوعة إلا قصدته، ونهلت منه؛ وقد أنفقت أوقاتاً عديدة في البحث في المجموعات العربية المخطوطة، التي تحتفظ بها مكتبة مدريد الوطنية، وأكاديمية التاريخ، والإسكوريال، وغرناطة، وأنفقت كذلك أوقاتاً أوفى في البحث والتنقيب وراء الوثائق المخطوطة، الأندلسية، والمغربية، والمدجنية، والمستعربية العربية، والوثائق المخطوطة القشتالية، وذلك سواء في دار المحفوظات التاريخية بمدريد، أو الإسكوريال، أو دار المحفوظات العامة في شنت منكش Simancas، أو محفوظات التاج الأرجوني ببرشلونة، أو محفوظات مملكة بلنسية، أو بلدية غرناطة، وكتدرائية سرقسطة، وبلدية بنبلونة، وغيرها من المجموعات المحلية الخاصة، وقد ظفرت من وراء ذلك كله بمجموعة زاخرة من الوثائق التي تلقي أعظم ضوء، على هذه المرحلة المشجية من تاريخ الأمة الأندلسية، ومنها وثائق عديدة لم تر الضياء من قبل، وهي تمدنا بكثير من الحقائق والتفاصيل.
وقد ألفيت بغيتي بنوع خاص، في دار المحفوظات الإسبانية العامة، في شنت منكش (سيمانقا)؛ وشنت منكش هي قلعة أندلسية قديمة تحيط بها محلة صغيرة، وتقع جنوب غربي مدينة بلد الوليد Valladolid، على قيد عشرة كيلومترات منها، وقد اتخذت منذ القرن السادس عشر داراً للمحفوظات الملكية الإسبانية، وهي ما تزال إلى يومنا مستودع هذه المحفوظات الشهيرة، التي تضم مجموعات عديدة زاخرة من أهم وأنفس الوثائق التاريخية والسياسية والقضائية، ومنها عدد من الوثائق الأندلسية والمغربية النادرة. وقد اطلعت فيها على عدد كبير من الوثائق الأندلسية والقشتالية المتعلقة بتاريخ مملكة غرناطة، ومجموعة كبيرة من المراسيم الملكية الصادرة إلى العرب المتنصرين، ومن وثائق ديوان التحقيق المتعلقة بهم وبمحاكماتهم، وحصلت على صور فوتوغرافية لهذه الوثائق، التي استقينا من محتوياتها خلال هذا الكتاب، كثيراً من الحقائق والتفاصيل، ونشرنا لوحات من بعضها. كما أوردت كثيراً من محتويات الوثائق المدجنية والمستعربية، التي استطعت الحصول عليها من مختلف المجموعات الإسبانية التي سبق ذكرها، وهي تلقى ضوءاً كبيراً على حياة المدجنين وأحوالهم في العصور المتأخرة، التي انقطعت فيها كل