سعد المستعين بالله. وكانت مملكتا قشتالة وأراجون قد شغلتا مدى حين بطائفة من الإضطرابات والحروب الداخلية، المتعلقة بوراثة العرش وغيرها، مما سبق أن فصلناه فى مواضعه، فلم تسعفهما الفرص للاستمرار فى محاربة المسلمين. ولكن عهد الفتنة والخصومات الداخلية انتهى بجلوس فرناندو وإيسابيلا على عرش المملكة الإسبانية المتحدة. وكان شهر الحرب على مملكة غرناطة، من أهم الأغراض القومية المشتركة التى تعاهد الملكان على الاضطلاع بها، ومن ثم فإنه ما كادت تستقر شئون قشتالة الداخلية، حتى أخذ الملكان "الكاثوليكيان" يستعدان لمحاربة المسلمين بكل ما أوتيا من قوة وعزم.
وهنا نقف فى سرد تاريخ اسبانيا النصرانية، لنعود إلى استئناف حديثنا عن مملكة غرناطة والمأساة الأندلسية.