للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوف يستقبله تحت حمايته هو وولده وأبناء عمه، وينزلهم فى داره، ويعاملهم بما يليق بهم معاملة أشراف مملكته، ويدافع عنهم وعن أملاكهم وأتباعهم، ثم يقول ملك قشتالة مخاطباً يحيى:

وأنه إذا صحت عزيمتكم حقاً على اعتناق النصرانية، وعلى أن تخدمنى وتعاوننى برجالك، فإنى سوف أكتم ذلك طول مدة الفتح، حتى لا يتقول عليك رجالك، ولهذا فإنك تستقبل التعميد المقدس سراً فى غرفتى، حتى لا يعرفه المسلمون إلا بعد تسليم وادى آش.

"وأن الكروم والقرى والحصون التى تؤول إليك بالميراث عن والدك أمير ألمرية، أهبها لك لتملكها وتتصرف فيها كما تشاء، وعهدى لك بذلك أنا والملكة زوجى.

"وأنه لن تدفع أنت وابنك وأبناء عمك وأعقابك وحشمك، أى مغرم أو جزية فى سائر مملكتى إلى الأبد.

"وأنه تشريفاً لشخصك يسمح لك بأن يصحبك عشرون فارساً مسلحون يكل ما يرغبون، وأن تتجول بهم حيث شئت فى أنحاء مملكتى، ويتمتع ولدك بمثل ذلك.

"وأنه إذا تنازل صهرك ملك وادى آش عن نصف الملاحات التى أهبها إليه، فإنى أهبك دخلا قدره خمسمائة وخمسون ألف مرافيدى فى ملاحات دلاية، وفضلا عن ذلك، فإنه إذا تم تسليم وادى آش فى الموعد المتفق عليه، فإنى مكافأة لك على جهودك فى خدمتى لدى ملك وادى آش وغيره من القادة، أهبك عشرة آلاف ريال، وأقدم لك سائر البراءات اللازمة بما تقدم" (١).

وتعهد الملكان الكاثوليكيان فى نفس الوقت لأهل بسطة، بإقرار ما طلبوا من الشروط، وفى مقدمتها أن يُؤَمَّنوا فى النفس والمال، وأن يحتفظوا بدينهم وشريعتهم وعوائدهم. وهكذا سلمت بسطة، ودخلها النصارى فى العاشر من محرم سنة ٨٩٥ هـ (أوائل ديسمبر سنة ١٤٨٩ م) وغادرها معظم أهلها إلى وادى آش، حاملين ما استطاعوا من أمتعتهم وأموالهم، وهرعت جميع الحصون والمحلات القريبة إلى التسليم والدخول فى طاعة ملك النصارى، وسلمت ألمرية بعد ذلك بقليل فى فبراير سنة ١٤٩٠ م (ربيع الأول سنة ٨٩٥ هـ)، ومنحت للتسليم شروطاً خلاصتها


(١) Archivo General de Simancas ; P. R. ١١-١١

<<  <  ج: ص:  >  >>