للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلمسان، واستقر يقضى بها بقية حياته فى غمر من الحسرات والندم، ولبث عقبه هنالك عصوراً يعرفون ببنى سلطان الأندلس، وجاز معه كثيرون من الكبراء الذين أيقنوا أن نهاية الإسلام بالأندلس قد غدت قضاء محتوماً (١).

وقد نقل إلينا صاحب أخبار العصر رواية مفادها أن تسليم مولاى الزغل لملك قشتالة كانت نوعاً من الخيانة المقصودة، وأنه تنازل هو وقواده عن البلاد التى كانت تحت أيديهم طوعاً مقابل قبض ثمنها، وذلك لكى ينتقم الزغل من ولد أخيه الأمير أبى عبد الله محمد بن على صاحب غرناطة، فتصبح بعد خضوع سائر أنحاء الأندلس وحيدة تحت رحمة النصارى، وترغم على التسليم إليهم، وينتهى بذلك إمارة أميرها وحكمه (٢)، وهى رواية لا تتفق فى نظرنا مع ما أثر عن مولاى الزغل من ضروب العزم والبسالة والشهامة والغيرة الإسلامية، التى رأيناها ماثلة خلال هذه الحوادث المؤسية، وإنما استسلم الزغل وخضع، وحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، نزولا على حكم ظروف قاهرة لم ير إلى مغالبتها سبيلا.


(١) أخبار العصر ص ٣١؛ ونفح الطيب ج ٢ ص ٦١٣ و ٦١٤. وراجع rescott:ibid; p.٢٨٥
(٢) أخبار العصر ص ٣٢

<<  <  ج: ص:  >  >>