للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتعليل الأول فهو أقوى وأرجح. وما زالت ثمة بجوار قصر الحمراء أطلال القلعة القديمة تحمل إلى اليوم اسم "قلعة الأبراج الحمراء" Castillo de Torres bermejas وهو ما يؤيد صحة هذا التعليل لاسم "الحمراء" (١).

واستمر فى البناء من بعد محمد بن الأحمر، ولده محمد الفقيه الملقب بالغالب بالله، فأنشأ الحصن والقصر الملكى فى أواخر القرن السابع الهجرى، وأنشأ حفيده محمد إلى جانب القصر فى الجنوب الشرقى منه، مسجداً بديعاً افتن فى ترقيشه وزخرفته (٢) فى المكان الذى تحتله اليوم كنيسة سانتا ماريا، التى بنيت فى القرن السابع عشر؛ ولم يبق اليوم من آثار مسجد الحمراء سوى مصباح برونزى فخم محفوظ بمتحف مدريد الوطنى.

وقد بنيت معظم أجنحة الحمراء الملكية فى القرن الرابع عشر فى عهد السلطان أبى الوليد إسماعيل، وولده يوسف أبى الحجاج، وابنه محمد الغنى بالله. ولسنا نعرف شيئاً محققاً عن المهندسين أو الفنانين الذين قاموا على إنشائها. وتدين الحمراء بفخامتها الرائعة إلى السلطان يوسف أبى الحجاج، الملك الشاعر والفنان الموهوب، فقد زاد فى القصر زيادة كبيرة، وأكمل بهو قمارش الضخم، والبرج الشاهق الذى يعلوه، وأسبغ عليه روائع الفن والزخرف، وأنشأ العقد الشاهق الذى يكون مدخل القصر الرئيسى، وهو المسمى "باب الشريعة" وهو يحمل فوق عقده، اسمه وتاريخ إنشائه (٧٤٩ هـ - ١٣٤٨ م). وكان اسم الحمراء يطلق على هذه المجموعة الملكية الفخمة كلها.

وتقع أبنية الحمراء فوق هضبة مرتفعة يبلغ طولها ٧٣٦ متراً وعرضها نحو مائتى متر، وتشغل نحو خمسة وثلاثين فداناً. ويحيط بالحمراء سور ضخم يتخلله ثلاثة عشر برجاً، بقى منها إلى اليوم عدة، منها برج قمارش وهو أعظمها، وبرج السلاح، وبرج المتزين، وبرج العقائل، وبرج الأسيرة وغيرها (٣). ويجرى


(١) راجع المغرب فى حلى المغرب لابن سعيد ج ٢ ص ١٢٥، ومقدمة المستشرق جاينجوس لأطلس "الحمراء" Alhambra الذى تقدمت الإشارة إليه، ص ٥ الهامش وص ٧ و ٨. وراجع أيضاً المستشرق سيبولد فى Ency. de l'Islam تحت كلمة Alhambra.
(٢) اللمحة البدرية ص ٥٠. وراجع الإحاطة فى أخبار غرناطة ج ١ ص ٥٥٤ و ٥٥٥.
(٣) وهى بالإسبانية على التوالى: ' T. de las Armas' 'Torre de Comares T. de la Cautiva' 'T. de las Damas' 'T. del Peinador وفيما عدا برج قمارش، فإن هذه الأسماء كلها من تسمية الإسبان

<<  <  ج: ص:  >  >>