للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهر حدرُّه فى الوادى الواقع فى غربها، وقد جف اليوم مجراه وغطى معظمه. وموقع الحمراء ذو جمال طبيعى نادر، فهى تشرف من الشمال والغرب إشرافاً شاملا على المدينة وعلى فحص غرناطة La Vega، وتشرف من الشرق والجنوب على آكام جبال سيرّا نفادا (جبل شُلير). ولم يبق اليوم من قلعة الحمراء التى كانت تشغل منحدر الهضبة فى الشمال الغربى، سوى أسوارها الخارجية وأبراجها. وأما القصر الملكى فقد بقيت معظم أجزائه. ويعتبر قصر الحمراء من أبدع الآثار الإسلامية التى أبقت عليها حوادث الزمن، وليس له مثيل فى الحسن والروعة من حيث عمده الرخامية الرائعة، وعقوده، وسقوفه ذات الزخرف البديع، ويغمره الضوء والهواء بوفرة، ويبدو فى مجموعه فى منتهى الظرف والإناقة. ويقع إلى جنوب الهضبة وشرقها بستان عظيم من صنع الإسبان، تتخلله طرق حديثة صاعدة، وقد كان مكانه أيام المسلمين الساحة المعروفة بالسبيكة، وهو يغص أيام الربيع والصيف بالبلابل، ويتخلله خرير الماء المتدفق عن عدد كبير من الجداول والنوافير، وكان يجاور الحمراء أيام المسلمين حدائق منزرعة وأشجار البرتقال والورود والريحان. ويُدخل إلى هضبة الحمراء من بابها الرئيسى المسمى "باب الرمان" Puerta de Granadas وهو من صنع الإسبان، وقد بنى أيام الإمبراطور شرلكان، وهو عبارة عن عقد حجرى ضخم، نصبت فى أعلاه ثلاث رمانات صخرية على هيئة مثلث. ثم تسير فى طريق صاعدة حتى "باب الشريعة" وهو مدخل الحمراء، وهو عقد ضخم يبلغ ارتفاعه خمسة عشر متراً.

ويفضى باب الشريعة إلى مجاز معقود، ثم إلى درب صغير صاعد، ينتهى إلى ميدان أطلق عليه الإسبان اسم "ميدان الأجباب" Plaza de los Aljibis ومنه ترى لأول مرة مجموعة الصروح والأماكن الأثرية التى تضمها قصبة الحمراء.

فإلى يمينك ترى القصر الذى أنشأه الإمبراطور شرلكان جنوبى قصر الحمراء، وعلى موقع بعض أجزائه، وإلى يسارك ترى الساحة التى يطلق عليها اسم القصبة أو الحصن، وفى نهايتها البرج الضخم المسمى "برج الحراسة" Torre de la Vela وهو يشرف عالياً على مرج غرناطة كله، وهذا البرج هو الذى اختاره الإسبان عند دخولهم غرناطة لرفع الصليب، وما يزال هذا الصليب الذى وضع يوم دخول الإسبان قائماً فى مكانه، وهو صليب خشبى كبير وضع عى الزاوية الشمالية الغربية

<<  <  ج: ص:  >  >>