للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرياضية والفلكية والنباتية، والتاريخ والفلسفة والتشريع، إلا فى اسبانيا المسلمة، فكل ما يدعو إلى عظمة أمة وسعادتها، وكل ما يؤدى إلى رقى باهر وحضارة سامية، فاز به مسلمو اسبانيا.

ثم ذوت عظمة اسبانيا بسقوط غرناطة. وقد سطعت لمدى قصير أشعة من ضوء الحضارة العربية، فوق الأرض التى كان ينعشها بحرارته. ثم تضاءلت عظمة عصور فرناندو وإيسابيلا، وشارل الخامس، وفيليب الثانى، وكلومبوس وكورتيس وبيثارو، لتموت بموتها دولة عظيمة. ثم خفقت أعلام الخراب بسيادة ديوان التحقيق وسادت اسبانيا بعد ذلك ظلمة حالكة؛ فأصبح لا يعرف الأطباء بأرض كانت علومها منيرة إلا بالجهل والقصور ... وقضى على فنون إشبيلية وطليطلة وألمرية وعفت صناعاتها؛ وسحقت المعاهد العامة حتى تزول بزوالها آثار الإسلام، وخربت المدائن الكبيرة، وذوت نضرة الوديان الخصبة، فحل البؤساء والدهماء واللصوص مكان الطلاب والتجار والفرسان: ذلك مبلغ انحطاط اسبانيا يعد إقصائها للعرب، وهكذا يبدو البون شاسعاً بين أدوار تاريخها" (١).


(١) Lane - Poole: The Moors in Spain

<<  <  ج: ص:  >  >>