للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيادى قد تملكه الغرام ... ووجدى لا يطاق ولا يرام

ودمعى دونه صوب الغوادى ... وشجوى فوق ما يشكو الحمام

إذا ما الوجد لم يبرح فؤادى ... على الدنيا وساكنها السلام

ولابن زمرك موشحات كثيرة رائعة، ومنها موشحته الشهيرة فى الإشادة بغرناطة ومحاسنها إذ يقول:

نسيم غرناطة عليل ... لكنه يبرىء العليل

وروضها زهره بليل ... ورشفه ينقع الغليل

سقى بنجد ربا المصلى ... مباكراً روضه الغمام ... سقى بنجد ربا المصلى

تبسم الزهر فى الكمام ... والروض بالحسن قد تجلى ... وجرد النهر عن حسام

ودوحها ظله ظليل ... يحسن فى ربعه المقبل

والبرق والجو مستطيل ... يلعب بالصارم الصقيل

عقيلة تاجها السبيكة ... تطل بالمركب المنيف ... كأنها فوقه مليكة

كرسيها جنة العريف ... تطلع من عسجد سبيكة ... شموسها كلما تطيف

أبدعك الخالق الجميل ... يا منظراً كله جميل

قلبى إلى حسنه يميل ... وقلبنا قد صبا جميل (١).

ونكتفى بما تقدم فى الاقتباس من شعر الوزير ابن زمرك. ويلوح لنا أنه قد يتفوق فى شاعريته على أستاذه ابن الخطيب، وأن إنتاجه الشعرى ولاسيما فى الموشحات قد يتفوق على إنتاج أستاذه، على أنه لا ريب أنه يقصر عن مجاراة ابن الخطيب، فى كثير من نواحى التفكير والإنتاج الأخرى.

...

وظهر من أعلام تلك المدرسة الزاهرة، إلى جانب ابن الخطيب وابن زمرك، عدة آخرون من الشعراء والكتاب، منهم أبو سعيد فرج بن لب؛ ولد سنة ٧٠١ هـ وتوفى سنة ٧٨٢ هـ (١٣٨٠ م)، وكان من أشهر أساتذة المدرسة النصرية (جامعة غرناطة)، وقد ولى خطابة الجامع الأعظم حيناً، وكان فوق تضلعه فى الفقه شاعراً مجيداً، وقد ترك لنا مجموعة من الفتاوى المشهورة، وطائفة من الشعر الجيد، ومن نظمه قوله:


(١) راجع ترجمة ابن زمرك وهى التى نقلها المقرى عن ابن الأحمر، فى نفح الطيب ج ٤ ص ٨٧ وما بعدها، وقد نقل إلينا المقرى كثيراً من قصائده وشعره (ج ٤ ص ٢٩٦ - ٣٥٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>