للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى أواخر القرن الثامن، وتوفى سنة ٨٠٧ هـ (١٤٠٤ م) (١).

ومنهم أبو عبد الله الشريشى تلميذ ابن الخطيب ومساعده (أمينه)، وكان مؤدباً لأبناء السلطان، وهو الذى تولى نقل كتاب الإحاطة لابن الخطيب من مسوداته، بتكليف منه لاشتغاله بشئون الوزارة، فجاء فى ستة مجلدات، وكان الشريشى فى الوقت نفسه من علماء القرآن والسنة (٢).

ونستطيع أن نذكر إلى جانب هذه الجمهرة الممتازة من الشعراء والأدباء، عدة من الفقهاء والمؤرخين، منهم ابن فرحون برهان الدين ابراهيم بن على اليعمرى الأندلسى المتوفى سنة ٧٩٩ هـ (١٣٩٧ م)، وكان فقيهاً ومؤرخاً، ومن أشهر مؤلفاته كتاب "الديباج المذهب فى معرفة علماء أعيان المذهب"، وهو تراجم طبقات المالكية. وقد طبع مراراً بالمغرب ومصر، وكتاب "طبقات علماء العرب" ومنه نسخة بالإسكوريال (٣).

ومنهم أبو الحسن على بن عبد الله بن محمد الجذامى المالقى النباهى، ولد بمالقة سنة ٧١٣ هـ ودرس على أشياخها. ثم وفد على غرناطة، وتولى القضاء، ثم عين كاتباً بالديوان. وانتهى إلى ولاية قضاء الجماعة وغرناطة. ونشبت بينه وبين ابن الخطيب خصومة شديدة، وتبادلا الطعن والهجاء اللاذع فى عدة رسائل ومقالات، ولما نكب ابن الخطيب وغادر الأندلس، كان النباهى فى مقدمة متهميه بالكفر والزندقة والساعين إلى هلاكه حسبما قدمنا. وتوفى فى أواخر القرن الثامن. ومن آثاره الباقية كتاب يسمى "بالإكليل فى تفضيل النخيل" وهو كتاب أدبى وضعه مؤلفه على لسان نخلة وكرمة. ويعرف أحياناً "بنزهة البصائر" وهو العنوان الذى تحمله نسخته الخطية الموجودة بمكتبة الإسكوريال. وقد وردت به نبذة حسنة عن تاريخ الدولة النصرية حتى عصر المؤلف (٤). وكتاب "المرقبة العليا فيمن يستحق


(١) وللأمير ابن الأحمر أيضاً كتاب فى تاريخ بنى مرين عنوانه "النفحة النسرينية واللمحة المرينية" وهو كتاب صغير الحجم ومنه نسخة مخطوطة بالإسكوريال (رقم ١٧٦٩ الغزيرى).
(٢) نفح الطيب ج ٤ ص ٧٥٧.
(٣) راجع نفح الطيب ج ٣ ص ٢٩٨ و ٢٩٩؛ وبروكلمان، المصدر السابق ج ٢ ص ٢٦٣.
(٤) تحفظ هذه النسخة بمكتبة الإسكوريال برقم ١٦٥٣ الغزيرى. وهى قديمة وتحمل تاريخاً لقراءتها هو سنة ٧٨١ هـ (١٣٧٩ م). وتوجد منه نسخة خطية أخرى بخزانة الرباط

<<  <  ج: ص:  >  >>