للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير فضله وتفوقه، وأسبغ عليه حمايته ورعايته، وأعلى منزلته. ولبث بقى عمدة العلماء والفقهاء والمحدثين بالأندلس حتى توفي في سنة ٢٧٦ هـ، في عهد الأمير عبد الله بن محمد (١).

وكان للفقهاء في عصر الأمير محمد نفوذ كبير في بلاط قرطبة، وفي صوغ سياستها نحو النصارى. وكان محمد ينحو نحو أبيه عبد الرحمن في سياسة التسامح نحو النصارى، وكان من أثر ذلك أن أقر الأسقف جومث قومس أهل الذمة على ولايته كما كان في عهد أبيه، وذلك بالرغم من اعتراض الفقهاء وسخطهم؛ وبالرغم مما كان ينقل إليه من نعى المشارقة على بني أمية استخدام النصارى في بلاطهم وتوليتهم أسمى المناصب (٢).

وترك محمد من الولد ثلاثة وثلاثين من البنين وإحدى وعشرين من البنات (٣).


(١) مخطوط القرويين اللوحة ٢٤٣ ب، و٢٥٣ ب. وراجع ترجمة بقي بن مخلد في ابن الفرضي، تاريخ العلماء والرواة بالأندلس، رقم ٢٨٣؛ وكذلك البيان المغرب ج ٢ ص ١١٢ و١١٣.
(٢) أشار ابن القوطية إلى ذلك في رواية أوردها عن حديث جرى بين القائد ابن أبي عبدة وبين محمد بن الكوثر أحد كتاب الأندلس، وصف فيه ابن الكوثر " أنه من عجائب الزمان أن يكون صاحب قلم بني أمية الأعلى وكاتبها العظيم قومس نصراني ". وكتب إليه " أن من أعجب العجب أن يبلغ خلايف بني العباس بالمشرق أن بني أمية اضطروا في كتابتهم العظمى وقلمهم الأعلى أن يولوا قومساً النصراني ابن انتنيان ابن يليانه النصرانية " (واسمه بالإسبانية جومث بن أنتونيو ابن خوليان) - راجع افتتاح الأندلس ص ٨٢ و٨٣.
(٣) البيان المغرب ج ٢ ص ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>