للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختار الأمير عبد الله قائده البطل عبيد الله بن محمد بن أبي عبدة للوزارة، إثابة له وتكريماً، وعرفاناً لما أسداه إلى العرش وإلى الدولة ببراعته وبطولته (١).

وقد أشاد الشعراء بذكر موقعة بلاي وإستجة، وما أحرزه الأمير فيها من النصر الباهر، فمن ذلك قصيدة طويلة لابن عبد ربه يقول فيها:

نجا مستكناً تحت جنح من الدجى ... وليس يودي شكرنا أنعم الجنح

يودون أن الصبح ليل عليهم ... ونحن نود الليل لو أنه صبح

أقادح نار كان طعم وقودها ... بعينك فانظر ما أضاء لك القدح

محا السيف ما زخرفت أول وهلة ... ودونك فانظر بعد ذلك ما يمح

فكم شارب منكم صحى بعد سكرة ... وما كان لولا السيف من سكره يصح

كأن " بلايا " والخنازير حولها ... مقطعة الأوصال أنيابها كلح

ديار الذين كذبوا رسل ربهم ... فلاقوا عذاباً كان موعده الصبح

فيا وقعة أنست وقيعة راهط ... ويا عزمة من دونها البطن والنطح

ويا ليلة أبقت لنا العز دهرنا ... وذلا على الأعداء صل به الترح

بدولة عبد الله ذى العز والتقى ..

. يخبر في أدنى مقاماته المدح (٢)

ولابن عبد ربه قصيدة أخرى يهنىء فيها الأمير بفتح بلاي هذا مطلعها:

الحق أبلج واضح المنهاج ... والبدر يشرق في الظلام الدّاج

والسيف يعدل ميل كل مخالف ... عميت بصيرته عن المنهاج

ومنها:

لما حفلن إلى " بلاي " عشية ... أقوت معاهدها من الأعلاج

فكأنما جاشت خلال ديارهم ... أسد العرين خلت بسرب نعاج

ونحى ابن حفصون ومن يكن الردى ... والسيف طالبه فليس بناج

في ليلة أسرت به فكأنما ... خيلت لديه ليلة المعراج

هذي الفتوحات التي أذكت لنا ... في ظلمة الآفاق نور سراج


(١) راجع المقتبس ص ١٠٠.
(٢) راجع هذه القصيدة بأكملها في المقتبس ص ٩٧ - ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>