للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- التوافق مع الواقع:

عاش إبراهيم -عليه السلام- مع الواقع وهو يدعو إلى دين الله تعالى, فهو عليه السلام يلاحظ ما للملك من مقام وسلطان، فلا يصطدم به ولا يماريه، وإنما يلجأ إلى دليل موجز مقنع لم يتمكن الملك من الرد عليه.

كان يمكن لإبراهيم -عليه السلام- أن يبين للملك ضعفه وعجزه وحاجته إلى خالقه ... ومع ذلك تركه إلى ما ذكر من دليل مراعاة لوضعية الملك، وإرضاء لمنزلته ... مع التزام بالحق، وتوافق مع الواقع.

وكان لإبراهيم -عليه السلام- مع أبيه نفس المسلك فلم يصرح بضلاله، ولم يصطدم مع مشاعره، وإنما وجه إليه عددا من الأسئلة في أسلوب رقيق، تبين مراده، وتحافظ على مقام البر بأبيه، وحتى حين أراد أن يواجهه بضلاله أشرك القوم معه, فقال: {إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} .

إن التعامل مع الواقع فن يجب المحافظة عليه في كل وقت؛ لتتلاءم الدعوة مع كل زمان ومكان.

<<  <   >  >>