للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتدوين أحداث هذا القسم يقصد به ابتداء بيان تدين الناس، ومعرفة مدى قربهم أو بعدهم عن الله تعالى، وتوضيح حركة الدعوة وانتشار الإسلام، وما يتصل بذلك من أمور.

ويتكون القسم الثالث من مراحل عديدة، حيث تتميز كل مرحلة بمزايا معينة، وتشغل فترة زمنية محددة تبدأ بعصر الخلفاء الراشدين، وتعيش مع الدول التي ظهرت في العالم الإسلامي بعد عصر الخلفاء إلى يومنا هذا.

وعصر الخلفاء يعد امتدادا عمليا للقسم الثاني؛ لقرب أصحابه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعرفتهم بالإسلام الذي تركه الرسول أمانة في أعناقهم، يعيشونه إيمانا وعملا، ويحملونه إلى من وراءهم، ومن بعدهم من الناس.

والاستفادة بأحداث هذا القسم مقصودة كذلك؛ لأن التاريخ كله مراحل متصلة يخدم بعضها بعضا، ويتأثر بعضها ببعض.

ومن مميزات دراسة هذا القسم ما يلي:

أ- في عصور هذا القسم دونت العلوم، وظهرت المذاهب الفقهية، وأصبح الإسلام مدونا في الكتب، مطبقا في الواقع. إن الوقوف على هذه الحقائق يمكن المسلمين في العصر الحاضر من تنقية الإسلام من أي دخيل في الفكر، أو في الأحداث، ويقفون على حقائقه كما نزلت من عند الله تعالى.

ب- لم تبق البشرية على بداوتها الأولى، بل شملها التطور الواسع، ودخلت الفلسفات العقلية في سائر المذاهب والفرق، ووجد لكل أمر -مهما كان باطلا- دعاته وزبانيته، الأمر الذي يضاعف العبء على المسلمين ليتمكنوا من مواجهة عنف الباطل بقوة للحق تعادله، في كافة الجوانب، فكرية، أو عملية، أو سلوكية.

<<  <   >  >>