للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج- تأكد أهل البغي في الأرض، وما أكثرهم، من خطورة الإسلام على وضعيتهم، وفسادهم؛ ولذلك أخذوا في إعداد العدة لهدمه، والقضاء عليه، ولكن الله غالب على أمره.

يؤكد هذا حملات هولاكو، والتتار، والصليبيين، وحركات الاستشراق، والتبشير، والاستعمار، وعمليات اتخاذ عملاء من بين المسلمين، وتوجيههم نحو القضاء على الإسلام كلية، أو اكتفاء بعزله عن الحياة، ووضع أتباعه في وضع ذليل ومكانة مهينة، وما زالت أحداث هذه المرحلة تتحرك، وتأتي كل يوم بجديد.

إن أحداث هذا القسم لم تحظ بما حظيت به أحداث المرحلتين السابقتين من عناية، ودقة، حيث انقطع نزول الوحي، وأخذ يؤرخ للأحداث عديد من الناس على اختلاف ميولهم، ومذاهبهم واتجاهاتهم.

وأيضا أخذ التدوين طابع الأغراض الشخصية، والثقافة الذاتية، حتى يمكن القول: إن الذي كتب هو لقطات من أحد جوانب التاريخ العام، وإن كان يمكن الاستفادة به في تاريخ الدعوة.

فبعض المؤرخين يكتب عن الولاة، والقادة، ويسجل توليتهم، والبيعة لهم، وأهم حروبهم، وأشهر أعمالهم، ووفاتهم، والعهد لمن بعدهم.

نعم, يحتاج تاريخ الدعوة لمعرفة أخبار الولاة والأمراء، إلا أنه أيضا يحتاج لمعرفة أحداث جوانب أخرى عديدة، كأعمال الحسبة، ونظام الدعوة، وألوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخبار العلماء، وقصص العامة والخاصة، وسير حركة الدعوة في نفوس الناس، ورصد المواقف العملية إزاء دين الله تعالى، وإظهار البدع والخرافات السائدة مع بيان أسبابها، وطرق التصدي لها، إلى غير ذلك من المعلومات التي توضح حركة التدين، وتبرز المنهج الأمثل للتوجيه والإرشاد.

ومن المؤرخين من أخذ يتتبع أخبار الجواري، وأحداث القصور، وما يدور حولها من مبالغات تتصل باللهو والغناء ... منهم من يتتبع ذلك حتى يخيل

<<  <   >  >>