وجد العزيز نفسه أمام قضية خطيرة تهمه ... تدعي امرأة العزيز أن يوسف أراد بها الفاحشة، وينفي يوسف التهمة عن نفسه، ويذكر الحقيقة:{رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} , ويحتكم العزيز إلى حاكم للقضاء من أهل زوجته، وإليه الإشارة في قوله تعالى:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} , وسمى القاضي شاهدا لما يحتاج إليه من التثبت والتأمل والتصور الصحيح للواقع كأنه رآه، وكان القاضي من أهلها، قيل: هو ابن عمها، أو ابن خالها، أو مستشار الملك، ويرى السهيلي أنه طفل تكلم في المهد حيث ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- شاهد يوسف ضمن من تكلموا في المهد، وكان القاضي عادلا حكيما، قال للملك: إن كان القميص قطع من أمام فهي صادقة؛ لجذبها القميص وهو مقبل عليها، وإن كان القميص قطع من دبر فهي كاذبة؛ لقطعها القميص وهو يجري منها.
١ سورة يوسف الآيات: ٢٤, ٢٥, ويذهب المفسرون في تفسير قوله تعالى: {هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} مذاهب كثيرة، فمنهم من يقول: {هَمَّتْ بِهِ} هم: فعل وهم بها هم: ترك، ومنهم من يقول: بل هم بها هم: فعل لولا أن رأى برهان ربه، ومنه من يقدم ويؤخر فيقول: المعنى: لولا أن رأى برهان ربه لهم بها إلى غير ذلك من الأقوال، ونحن نرجح ما أشرنا إليه.