للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: أنها تخاف من عقوبة الله تعالى إن كذبت عليه؛ لأن الحقائق التي تؤمن بها أن الله لا يهدي كيد الخائنين.

الثاني: إظهار ضعف نفسها، والنفس أمارة بالسوء، وهي بذلك الإعلان تردع النفس, وتؤدبها، وتوجهها نحو الأخلاق الفاضلة لتكون متمتعة برحمة الله.

الثالث: تطمع بتوبتها، وإقرارها في غفران الله ورحمته؛ لأنه سبحانه وتعالى غفور رحيم.

يوضح الله تعالى شهادة امرأة العزيز التفصيلية، فيقول سبحانه: {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ، وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} ١.

ويبدو أن الملك وزوجة العزيز قد دخلا في دين يوسف على نحو ما ذكرت قبل، وكما يظهر من الألفاظ التي لا ينطق بها إلا موحد يعرف الله تعالى.

وبعد ظهور براءة يوسف -عليه السلام- جاءه الرسول وأخرجه من السجن إلى عالم الحرية الواسع.


١ سورة يوسف الآيات: ٥١-٥٣، ويرى بعض المفسرين أن مراد زوجة الملك من قولها: {لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} ، أي: ليعلم زوجي أني لم أخنه مع أحد، وما كان مع يوسف كان مراودة مني امتنع عنها يوسف، ويذهب آخرون إلى أن الكلام من أول: {لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} من كلام يوسف. والأولى ما ذكرته, فإن الحديث كله مروي على لسان زوجة العزيز في جلسة الاعتراف، وكان يوسف وقتها في السجن, وأيضا فإن من الممكن فهم قولها: {لَمْ أَخُنْهُ} أي: لم أخن زوجي حيث لم يقع المحذور الأكبر ولم أخن يوسف بالكذب عليه وهو غائب، وتكلمت بالحق والصدق.

<<  <   >  >>