للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المصريين وغيرهم، من سنوات القحط، والجوع.

ويبدو أن الملك كان على شيء من دين سماوي، وكان قد سمع عن نشاط يوسف -عليه السلام- في دعوة الناس داخل السجن، فصدق بكل ما سمع، ورأى أن يكل الأمر ليوسف؛ ليدير شئون الزراعة، وتوزيع الميرة، في أرض وادي النيل، ويتولى خزائن مصر في المرحلة القادمة.

فأمر بالإفراج عنه، وجاء رسول الملك لإخراج يوسف من السجن لمقابلة الملك، وجاء رسول الملك إلى يوسف أولا، وأخبره بقرار الملك، لكن يوسف رفض الخروج إلا بعد أن يتحقق من براءته من التهمة التي أودع بسببها في السجن، وطلب من الرسول أن يسأل الملك زوجة العزيز، ويسأل النسوة اللاتي قطعن أيديهن في القصر، وبذلك يعلم الجميع براءته، ويعيش معهم نظيف السمعة، طاهر الخلق, خالصا، صادقا.

يحكي القرآن موقف الملك ورد يوسف عليه، بقوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} ١.

أحضر الملك النسوة، وزوجة العزيز، وسألهن: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ} ٢.

هذه شهادة النسوة، وفيها يعلنَّ براءة يوسف من أي سوء.

أما زوجة الملك فقد اعترفت أمام الجميع اعترافا تفصيليا، يظهر الحق كاملا، ويبين براءة يوسف، وتقر بذنبها، وتتوب إلى الله، آملة أن يعرف يوسف أنها برأته في غيبته، ولم تخنه بشهادة زور ضده، وعللت سبب اعترافها المفصل بأمور:


١ سورة يوسف آية: ٥١.
٢ سورة يوسف آية: ٥٢.

<<  <   >  >>