للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحكي القرآن الكريم عرض الرجل رؤيا الملك على يوسف, فيقول سبحانه: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} ١.

كما يحكي القرآن الكريم تفسير يوسف لهذه الرؤيا, فيقول سبحانه: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} ٢.

يعود الساقي إلى الملك بتأويل الرؤيا، فيسر الملك بهذا التفسير، لكنه يقف أمام بعض التساؤلات:

- الرؤيا تشتمل على سبع صالحات، وسبع طالحات، وتفسيرهما بالوفرة والجدب أمر مسلم، لكن من أين جاء الحديث عن السنة التي يكون فيها المطر والعصير؟

- وأيضا إذا كان الماء والمطر سببا لكل حياة، فلم عودة الناس إلى ما كانوا يعصرون على وجه الخصوص؟

- من أين جاء يوسف بعلم تعبير الرؤيا دون الآخرين، وقد نشأ بينهم، وتعلم علومهم؟

- ومع تسليم الملك بصدق التعبير، فإنه رأى أن الأمر يحتاج إلى إدارة حكيمة، وأمينة، تسير بالمجتمع إلى الخير، وفق الخطة التي رآها في حلمه، وكما فسرها لهم يوسف عليه السلام.

فكر الملك في كل هذا، ورأى تميز يوسف بالعلم، وإخلاصه في النصح وما كان لمثله أن ينصح وهو مسجون ظلما، لكنه -عليه السلام- نصح مخلصا؛ لينقذ


١ سورة يوسف آية: ٤٦.
٢ سورة يوسف الآيات: ٤٧-٤٩.

<<  <   >  >>