وعلى الإنسان أن يعلم عداوة إبليس للناس، ويعلم أنه يستغل النفوس الضعيفة، يوسوس لها، ويحرضها على المعصية، ويزين لها السوء.
الثاني: دعوة الولد إلى الاستقامة في الخلق والسلوك، عسى أن يختاره الله، ويوفقه لاكتساب المعارف والعلوم الدينية، وقد دعا يعقوب -عليه السلام- يوسف إلى ذلك قائلا له: إن الله سبحانه كما أراك مستقبلك قادر على اصطفائك، واختيارك، وتعليمك، وإتمام نعمته عليه بالنبوة؛ لتكون امتدادا لفضل الله الذي جعله لأبويك من قبل إبراهيم، وإسحاق عليهما السلام.
وفي تذكير يعقوب -عليه السلام- ليوسف -عليه السلام- بآبائه الرسل، عامل تربوي، يجعله يسير على هداهم، ويتمنى لنفسه أن يكون رسولا مثلهم، فالإنسان يعتز بآبائه، ويتمنى أن يتشبه بهم، ويسعد كثيرا بالتواصل المتين مع أصوله وقبيلته، ولكن.... هل هذا مناسب لعقلية الطفل الصغير؟
الإنسان في مرحلة الطفولة شديد التعلق بأبيه، سريع التأثر به، يحب ملازمته ويتمنى أن يكون معه دائما.
ويمكن للوالد أن يوجه ولده الصغير إلى القيم الدينية، والاجتماعية، بأسلوب سهل، يستطيع الصغير أن يتصوره.
وقد وجه يعقوب -عليه السلام- يوسف الصغير إلى الله، وبين له أن الله كما أراه الرؤيا الصالحة, فإنه يديم خيره، وفضله عليه بالعلم، والطاعة, والنبوة.
وقد تم له ما عمل له، فتفوق يوسف في العلوم، وبخاصة في تأويل الرؤيا، وتنظيم أمور المعاش، وإقامة العدل، والالتزام بالصدق والأمانة، والمحافظة على حق الله وحق الناس، يقول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ