للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعبادة بمفهومها الواسع تعني الخضوع المطلق، والطاعة الشاملة, ولا تكون إلا لله.

ويدرك العقل مدى الترابط بين هذه المفاهيم المستفادة من الآيات، فقصد العبادة لله نتيجة حتمية لكونه الحاكم الواحد، وهذا الحكم ملازم لوحدانيته، وقدرته.

إن الواحد القهار لا بد أن يكون حاكما، ولا بد أن يعبد وحده عن استحقاق وتمكن، ولا شيء لغيره من ذلك أبدا.

وكأني بـ "يوسف" -عليه السلام- حينما جاءه رسول الملك ليخرجه من السجن، وهو يقول له: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} كأني به يفضل حياة السجن داعيا، مؤمنا، على الحياة خارج السجن متهما منبوذا، فلما ظهرت براءته خرج عليه السلام إلى عالم الحرية, يطلب حقه إفادة للناس: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} .

<<  <   >  >>