للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} ١، وقال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} ٢.

ونجح فرعون في استثارة الرأي العام ضد دعوة موسى، وأخذ في تهديد موسى -عليه السلام- فأعاده موسى -عليه السلام- إلى الحوار مرة أخرى، وفكر فرعون في الاستعانة بأتباعه من السحرة والعلماء.

المسألة الرابعة: التحدي الكبير، وإيمان السَّحَرَة

أقام موسى وهارون على فرعون الحجة، وتبين أتباع فرعون قوة موسى بحجته وضعف فرعون بألوهيته، حينئذ لجأ فرعون إلى التهديد، قال تعالى على لسان فرعون: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} ٣، فأعاده موسى إلى الحوار: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ} ٤, إن موسى -عليه السلام- لم يواجه التهديد بالغضب، وإنما واجهه بهدوء وروية، ومع الهدوء عرض مثير لبيان الحقيقة، والناس يسمعونه متسائلا: أتسجنني وإن أتيتك ببرهان بيّن لا يشك فيه عقل؟! ولم يحدده له، ولم يشر إليه؛ ليتشوق فرعون ومن معه لمعرفته, وقد كان، فعاد فرعون إلى الحوار, قال تعالى: {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} ٥، فقدم موسى -عليه السلام- برهاني العصا واليد، شاهدة على صدقه. فلما رأى فرعون ذلك, قال لأتباعه: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ، يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} ٦.


١ سورة الشعراء آية: ٢٧.
٢ سورة غافر آية: ٢٦.
٣ سورة الشعراء آية: ٢٩.
٤ سورة الشعراء آية: ٣٠.
٥ سورة الشعراء آية: ٣١.
٦ سورة الشعراء الآيات: ٣٤, ٣٥.

<<  <   >  >>