للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيت المقدس، وفتحها، وسكنها الإسرائيليون، وأمرهم يوشع بالاستقامة على الحق، واتباع دين الله تعالى١.

المسألة السادسة: تعمد المخالفة

لما أنعم الله على الإسرائيليين بفتح بيت المقدس، أمرهم نبي الله يوشع بن نون أن يدخلوا الباب مطأطئي الرءوس, سجدا لله، خاشعين، خاضعين، وأن يقولوا ألسنتهم حطة، أي: حط عنا خطايانا التي سلفت منا، ليبدءوا حياة طيبة في البلدة المقدسة، التي جعلها الله لهم، وجعلهم فيها سادة، وملوكا.

رغم هذا الأمر الصريح تعمدوا المخالفة، فدخلوا بظهورهم زحفا على أستاههم، وأخذوا يقولون حنطة، أي: حبة شعير، وبذلك بدلوا ما أُمروا به، واستهزءوا بما كُلِّفوا بعمله، فحق عليهم العذاب الأليم الذي نزل بهم، يقول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ، فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} ٢.

يروي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "قيل لبني إسرائيل: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} فبدّلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم, وقالوا: حبة في شعرة" ٣.


١ البداية والنهاية ج١ ص٣٢٢.
٢ سورة البقرة الآيات: ٥٨, ٥٩.
٣ صحيح البخاري بشرح فتح الباري, كتاب التفسير, باب: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} ج٨ ص٣٠٤.

<<  <   >  >>