ولذا فارقه الرجل، ووضح الله الأسباب الحقيقية لأفعاله، فلما عرفها موسى تعلم من خطئه, ووقف على ضرورة الصبر، وعدم استعجال الخبر، وضرورة الوفاء بالوعد والاتفاق.
د- سعادة الإنسان في معية الله:
وضّح الخضر أسرار ما فعل, وبيّن أنه خرق السفينة ليحفظها للمساكين من الملك الظالم، وأنه قتل الغلام لكفره حتى لا يرهق أبويه ويجرهما إلى المعصية والكفر, وأن تحت الجدار كنزا، رأى حمايته لأصحابه حتى يكبر اليتامى ... وبهذا ظهرت أهمية ما فعل الخضر، واتضح أن الله تعالى أمر الخضر بهذه الأعمال ليحافظ على حقوق اليتامى والمساكين والصالحين، وقد قام الخضر بهذه الأفعال من غير إحاطة أصحابها بها.
إن معية الله، وإعانته لخلقه، تحقق للإنسان الخير والسعادة، وواجب على الإنسان أن يجتهد ويعمل لاستنزال رحمات الله تعالى والتمتع في معية الله الدائمة, وبذلك يعيش سعيدا موفقا.
هـ- أثر صلاح الآباء على الأبناء:
صلاح الآباء ينفع أبناءهم وذرياتهم, وقد رأينا الخضر يبرر لموسى -عليه السلام- سبب إقامته للجدار, ويوضح أنه لحماية الكنز لليتيمين حتى يكبرا؛ لأن أباهما كان صالحا، يقول الله تعالى:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} ١.