وقصة الخضر في مجملها تشير إلى بعض الفوائد، وأهمها:
أ- ضرورة الاتباع:
والمراد بالاتباع الالتزام بمنهج الله أمرا ونهيا, وترك الاجتهاد العقلي فيما ورد فيه نص ديني؛ لأن الاجتهاد مع النص لا يجوز.... وسبب ذلك أن منهج الله قائم على علم دقيق، شامل, فهو سبحانه يعلم حقائق الأشياء وسائر المخلوقات، ويعلم الغايات الحسنة للإنسان، ويعلم الطريق الموصل إلى الغاية الصحيحة، فإذا أمر بأمر، أو نهى عن شيء وجب الالتزام بما أمر ونهى؛ رعاية للمصلحة، وتحقيقا للخير الذي يتمناه الإنسان ... أما علم الإنسان فهو محدود بالمكان، وبالزمان, وبجزئية معينة؛ ولذلك فهو عاجز عن رسم الطريق، وعاجز عن تحديد الهدف الكلي، الخير.
ومن هنا وجب الاتباع, ولزم اجتناب الابتداع.
وإذا لم يوجد نص في مسألة ما، وجب الاعتماد على المبادئ العامة، وروح الدين، والتقيد بما أحل الله تعالى، وسؤال الله التوفيق والسداد.
ب- أهمية العلم والتعلم:
لما عاتب الله موسى -عليه السلام- توجه موسى -عليه السلام- إلى الرجل الذي أعطاه الله علما من لدنه؛ ليتعلم منه، رغم أنه رسول يوحى إليه، وأبدى للرجل احترامه والتواضع له، بقوله:{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} ، فهو يستأذنه، ويعرفه بما يريد، ويحدد له الرغبة في أن يتبعه حتى يتعلم، ويتبعه أينما سار، وكيفما عمل، وفي أي موضوع تحدث فيه.... ويتبعه ليتعلم منه الأمور التي علمها الله له، ويجهلها موسى، وبذلك تخلق بخلق طالب العلم أمام أستاذه القدير.
ج- عدم التسرع في الحكم:
برغم أن الرجل حذر موسى من الحكم المتعجل، وحثه على الصبر، وعدم الاعتراض حتى يشرح له أسباب أفعاله، رغم ذلك اعترض موسى -عليه السلام- ولم يصبر