للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأولى: {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} ، ومرادهم بالنهي عن الفرح، البطر والعجب المؤدي إلى الكبر، وإلى الوقوع في المعاصي، وإلى نسيان حق الله تعالى، في الوقت الذي تحتاج فيه النعمة إلى شكل المنعم؛ لتدوم وتزيد.

الثانية: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ} ، ومعناه ضرورة استعمال المال في طاعة الله، وإنفاقه في الأوجه المشروعة الخيرة؛ ليكون المال وسيلة لكسب متع الدنيا، وفي نفس الوقت الحصول على ثواب الآخرة؛ ليعيش الغني سعادة الدنيا، وسعادة الآخرة.

الثالثة: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} ، ومرادهم أن المال إذا صلح صاحبه، يتمتع به في الدنيا، فقد أباح الله تعالى مباهج الحياة، ودعا الإنسان إلى الاستفادة بماله في كافة زينة الدنيا المشروعة؛ لأنه لو بخل على نفسه، أو قصر فيما وجب عليه من نفقة، وصدقة ... أو غيرها؛ يكون آثما، يحاسبه الله على تقصيره في هذا المجال.

الرابعة: {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} ، ومرادهم من هذه النصيحة، أن يجعل في ماله نصيبا للفقراء والمحتاجين، وأن يحسن إليهم، فإن المال مال الله، أحسن الله به إلى الإنسان، وواجب على الإنسان أن يستفيد من هذا الدرس وهو يتصرف في المال، فيحسن إلى غيره كما أحسن الله له.

الخامسة: {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ} ، ومرادهم بهذه النصيحة ألا يجعل المال، الذي هو عطاء الله تعالى, سببا للظلم، والكبر، ونشر الفساد بين الناس؛ لأن الله لا يحب المفسدين، وسينزل العقوبة بهم ويهلكهم، ويهلك مالهم، وكل ما يساعدهم على الفساد.

إن هذه النصائح صادرة من عقول مخلصة، وعلماء عارفين بالحق، وقد قصدوا بدعوتهم قارون؛ لأنه قريب لهم.

<<  <   >  >>