للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى الله بعمله، وقوله, وسلوكه، ويحول حياته كلها إلى عبادة خالصة لرب العالمين ... إن العبد الرقيق المملوك لرجل يعيش حياته لسيده، فنشاطه وماله وولده لسيده، ومن إخلاصه لسيده يعيش مطيعا له ظاهرا وباطنا، ويستمر في الامتثال، راضيا، سعيدا.

والإنسان عبد لله في الحقيقة، فإذا ما تيقن حقيقته، وقدر الله حق قدره، عاش لله بصورة كلية، يقول الله تعالى وهو يعلم محمدا هذه العبودية: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين} ١.

إن العبودية الصادقة تتضمن بعض الأساسيات الهامة المستفادة من الآيات:

أ- الاعتراف الصادق بأن الدين هو الصراط المستقيم، الذي أنزله الله على عباده، بواسطة الرسول المكلف من قِبَل الله تعالى.

ب- الإقرار بأن كل ما يقع في ملك الله تعالى هو بعلمه، وبإرادته، وقدرته، وأن الهداية إلى الحق، والخير قدر من الله تعالى، يحققه لمن يشاء من عباده وفق عدل الله، ورحمته.

ج- إن الدين الصحيح المستقيم، هو دين إبراهيم -عليه السلام- الذي دعا إلى التوحيد والملة المستقيمة، مع البراءة المطلقة من كل ألوان الشرك، سواء كان شركا قوليا، أو عمليا، أو ظاهرا، أو باطنا.

د- إن كل نشاط يقوم به العبد المؤمن, يجب أن يكون عبادة لله الواحد


١ سورة الأنعام الآيات: ١٦١-١٦٣.

<<  <   >  >>