وذلك بنية التوجه لله، وإرادة الطاعة, والاستقامة على منهج الله تعالى، فالعبادات المشروعة المحددة، وغير المحددة، وأعمال الحياة، ووصايا ما بعد الموت تكون لله بالقصد والنية، ومن المعلوم أن الأعمال العادية تتحول بالنية إلى عبادة، وعلى المسلم أن يوحد ربه؛ ليكون مسلما صادقا.
إن التوحيد بشموله هو منهج حياة متكامل، وهو كفيل بصناعة الإنسان, والجماعة صناعة ربانية، خالصة.
ولهذا كان إبليس وذريته، يلعب بالناس، ويبعدهم عن التوحيد، بصورة كلية أو جزئية، بلا يأس، أو قنوط.
ولهذا أيضا بعث الرسل -عليهم السلام- لكل الأمم؛ لإنقاذهم من كل مظاهر الشرك، والفساد.
وقد استمر الموكب الكريم من رسل الله، في دعوتهم الناس إلى الدينونة المطلقة لله رب العالمين.
ومع الرسل كان موسى -عليه السلام- الذي واجه ادعاء فرعون الألوهية، واستعلاء هامان وقارون، بالقوة، والمال، وخضوعهم لفرعون، وقوته، كما واجه طاعة العامة لفرعون في ضلاله، وكفره، وأيضا واجه الإسرائيليين بمكرهم، وخداعهم، وضعفهم, وماديتهم ... وكان عليه السلام واضحا في دعوته إلى التوحيد الخالص، بحقيقته، وشموله، وبيّن لهم أن هذا التوحيد يتضمن أركان العقيدة، وجوانب الشريعة, وكافة القيم الأخلاقية النبيلة ...
وعلى هذا يتأكد لنا أن الدعوة إلى التوحيد تحتاج إلى الجهد المبذول، وتحتاج إلى استمرارية الدعوة إلى يوم القيامة.