انظر إلى الجمال في الوجود، تلقه يأخذ بالألباب، ويصل سحره إلى الذوق والوجدان، فيحرك عند الأديب قصائد الشعر، ومقالات الأدب، في إبداع عجيب، يزين المعنى ويكسوه بلباس الحسن والبهاء.
ولقد كان العرب بسليقتهم الصافية، يعجبون بجمال القرآن الكريم، فيأتون لسماعه، وإن لم يؤمنوا به.
وليس من البلاغ إبراز الحق في صورة ميتة، خالية من الحركة والجمال؛ لأن هذا ليس بلاغا في الحقيقة، وضرره أكثر من نفعه.
وليس من البلاغ أن تنطق بالحق ألسنة تعيش بالباطل، وتعمل به، وتلهو وتلعب، ويكفي في هذه الحالة أن يقول الناس: لو كان الداعي صادقا, لأفاد نفسه قبل أن يفيدنا.
وليس من البلاغ قول لا يبرز المعنى، وخير لهذا القول أن يسكت وينتهي.