للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- تلوين التوجه في الإضلال؛ فأحيانا يحسن القبيح، أو يقبح الحسن، وأحيانا يوقظ الغرائز المادية السيئة، وأحيانا يهمس إلى النفس الأمارة بالسوء، وأحيانا ييئسه من النجاح والخير ... وهكذا.

د- حدد الهدف الرئيسي لإبليس وجنوده وهو إخراج آدم من الجنة، وحرمان ذريته من دخولها مرة أخرى؛ ولذلك حذر الله آدم وزوجه قائلا لهما: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} ١.

هـ- عرف الله آدم وذريته بأن إبليس وأبناءه مستمرون في مهمتهم، بلا كلل أو يأس، ولن ينتهوا إلا بقيام الساعة حيث أنظرهم الله تعالى، وقد أقسم إبليس على هذه الاستمرارية حيث قال لله: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ} ، و {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ، وهو في عمله يترصد للإنسان كما يترصد المحارب لعدوه رجاء أن يقضي عليه بالفساد، ومن أيمانه ما حكاه الله تعالى: {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} أي: لأفسدنهم بالأماني والشهوات، ولأستولين عليهم وأحتوينهم، وأجعلهم في قبضتي، أصرف أمرهم وشئونهم.

و عرف الله آدم وبنيه أنه لا سبيل لإبليس على العبد المخلص في إيمانه، المطيع لربه، يقول الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} ٢.

وشأن المؤمن دائما أن يلجأ إلى الله، ويتوكل عليه؛ ولذلك ينقذه الله من


١ سورة طه آية: ١٧.
٢ سورة الحجر آية: ٤٢.

<<  <   >  >>