للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد وفى سليمان -عليه السلام- بما كلف به، ودعا قومه إلى الله تعالى، وكان دائم الشكر لله, يدعو ربه أن يعينه على الطاعة، والذكر، والحمد، والثناء على النعم الوافرة التي أعطاها الله له، ولوالديه، وأن يتفضل عليه بإدخاله في عباده الصالحين، يقول تعالى: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} ١.

وقد مدحه الله تعالى لصلاحه وتقواه، فقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ٢، وقربه إليه، وجعله من أنبيائه، وخلصائه، في الدنيا والآخرة.

وقد استفاد سليمان بمواعظ داود -عليهم السلام- في أقواله، وأعماله، وسلوكه، يقول وهب: "لما استخلف داود ابنه سليمان وعظه، فقال: يا بني إياك والهزل، فإن نفعه قليل، يهيج العداوة بين الإخوان، وإياك والغضب؛ فإن الغضب يستخف بصاحبه, وعليك بتقوى الله وطاعته, فإنهما يغلبان كل شيء, واقطع طمعك عن الناس, فإن ذلك هو الغنى, وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وإياك وما يُعتَذر عنه من القول، والفعل، وعود لسانك ونفسك الصدق، والزم الإحسان, فإن استطعت أن يكون يومك خيرا من أمسك فافعل، ولا تجالس السفهاء، ولا ترد على عالم ولا تماره في الدين، وإذا غضبت فالصق جسمك بالأرض، وتحول من مكانك، وارج رحمة الله؛ فإنها وسعت كل شيء"٣.


١ سورة النمل آية: ١٩.
٢ سورة ص آية: ٣٠.
٣ قصص القرآن ص٣١٧، ٣١٨.

<<  <   >  >>